تاريخ نابوليون بونابرت
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
اصناف
احي يا صاحب الجلالة أكثر مما حييت، إن مجدك ليس بحاجة إلى ذلك، ولكن سعادة الجنس البشري تتطلبه.
ناروكي
فأسرع الإمبراطور إلى تحقيق رجاء هذا الشيخ، الذي رفع إليه هذا العرض الحال بيده، بأن منحه معاشا سنويا قدره مائة ليرة ذهبية وأسلفه معاش سنة.
إن حوادث القسطنطينية أسخطت الإمبراطور إسكندر من غير أن توحي إليه الرغبة في إيقاف العداء على الفيستول وإرسال قواته نحو الدانوب، بل إنه اغتنم فرصة وصول المدد الذي طلبه من مولدافي حتى يطرد الفرنسيين من معسكرهم الشتوي ويستعيد القتال بأسرع ما يكون. أما نابوليون فلما شعر باستعداد القيصر فرح فرحا شديدا، وأمر برنادوت بأن يمهد له السبيل ويزحف إلى الجيش الروسي لكي يجتذبه إلى الجهة السفلى من الفيستول، ثم غادر فرسوفي وعقب إلى مورافي فيللنبرج في الواحد والثلاثين من شهر كانون الثاني مساء.
في اليوم التالي زحف الجيش الفرنسي إلى ملاقاة الروسيين، فلما أدركهم في بسنهم تقهقروا بسرعة ليتخذوا لهم مركزا في سوكتدورف. أما نابوليون، الذي تراءى له أنهم قد عولوا على أن يستحكموا في ذلك المركز، فإنه مهد له مكانا بين الباسارج والأل مع حرسه، والخيالة، والفرقتين الثالثة والسابعة، وعهد إلى المرشال سول بأن يستولي على جسر برغفرييد لكي يتجاوز ميسرة العدو. فلما أدرك بنينكسون أهمية هذا المركز عهد بحراسة جسر برغفرييد إلى اثنتي عشرة كتيبة من أبسل كتائبه. إلا أن شجاعة العدو لم تلبث أن سقطت أمام الشجاعة الفرنسية؛ إذ استولي على الجسر بعد معركة هائلة ترك فيها الروسيون، عدا عن أربعة مدافع، عددا كبيرا من القتلى والجرحى في ساحة القتال.
كان نابوليون قد نظم حركات جميع فرق جيشه بشكل أن يضرب بها الضربة القاضية، إلا أن الصدقة قلبت قسما من خططه؛ فإن الضابط الذي عهد إليه بحمل أوامره إلى برنادوت سقط بين يدي العدو. فاغتنم بنينسكون هذه الفرصة ليتجنب الأحبولة التي نصبها له نبوغ قائد الجيش الفرنسي واختباره الناضج.
إن معركة برغفرييد التي حصلت في الثالث من شهر شباط إنما كانت، مع معارك واتردورف ودييبن وهوف وبروسيك أيلو التي حصلت في الرابع والخامس والسادس من شباط، فاتحة يوم من أفظع ما سطر التاريخ العسكري من الأيام الدامية. في السادس من الشهر استولي على كنيسة أيلو ومدفنها بعد معركة دامية كابد فيها الطرفان أهوالا شديدة. وفي السابع منه، عند الصباح، بدأ بنينكسون بالقتال بأن صوب مدافعه على مدينة أيلو
2
وأطلق منها قنابل عديدة، عند هذا حمي وطيس المعركة، وأتيح للمدفعية الفرنسية بادئ ذي بدء أن تسبب أضرارا عظيمة للعدو الذي قاتله دافو من ورائه في حين كان أوجرو يوشك أن ينقض على وسطه لو لم تهطل ثلوج كثيفة فتفرق الجيشين في الظلمة وتنقذ الروسيين من ضربة قاضية.
تاه أوجرو بين ميمنة العدو ووسطه فأصبح بحاجة إلى سرعة إدراك الإمبراطور وحمية مورات في التنفيذ لينجو من ذلك الموقف الخطر.
نامعلوم صفحہ