تاریخ مصر من الفتح العثمانی الی قبیل الوقت الحاضر

عمر الإسكندری d. 1357 AH
93

تاریخ مصر من الفتح العثمانی الی قبیل الوقت الحاضر

تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر

اصناف

بيان واقعة بوقير البحرية أغسطس سنة 1789.

وتلخص أهم أسباب هذه الثورة فيما يأتي: (1)

قتل الفرنسيس للسيد محمد كريم - حاكم الإسكندرية - لاتهامه بمخابرة المماليك. (2)

غلو الفرنسيس في ضرب الضرائب وكثرة إلحاحهم ولجاجهم في الاستفسار عن الأملاك الشخصية. (3)

هدم بعض المساجد لتحصين القاهرة. (4)

خوف الأهلين من بعض إصلاحات نابليون وحملها على محمل سيئ، مثل هدم أبواب الحارات. وكانت هذه الأبواب تغلق في الليل فتصير كل حارة كأنها حصن في ذاتها. (5)

انهزام الفرنسيين في موقعة بوقير البحرية، وسماع المصريين بأن الباب العالي أرسل جيشا لفتح مصر.

وقد استفحل أمر الثورة وأظهر فيها عوام القاهرة إقداما كبيرا لم يعهد فيهم من قبل؛ فذبحوا كثيرا من رجال الفرنسيين، ثم تحصنوا في الأحياء الوطنية - داخل حدود مدينة الفواطم - ونصبوا المتاريس على مداخلها، ووقفوا يدافعون عنها بما لديهم من الأسلحة والذخيرة . ولكن ماذا تجدي الشجاعة والحماسة أمام القوة والعلم؟ فإن نابليون لم يكد يسمع بالخبر حتى طار برجاله إلى مواضع المتاريس، فصوب عليها المدافع، ثم رأى أن الثائرين لجهلهم لم يحصنوا التلول المشرفة على القاهرة من الشرق

5

فأسرع بإرسال المدافع لتنصب عليها، وطاول زعماء الثورة؛ يطلب منهم الصلح خديعة منه ليتم له نقل المدافع إلى المواقع المذكورة، فلما أصبح الصباح ورأى الثائرون المدافع مصوبة عليهم استولى عليهم الفزع، وعلموا أنهم وقعوا في شرك أعمالهم، ولما انهالت المقذوفات طول المساء على حي الأزهر - مقر المشايخ ومنبعث الفتنة - هاج الأهلون وماجوا، واضطر المشايخ إلى الذهاب إلى بونابرت وإظهار خضوعهم له، فأشبعهم تأنيبا وتعنيفا على ما سببوه من سفك الدماء، ثم أمر بالكف عن إطلاق النيران وأمسك الأهلون أيضا عنه، إلا سكان حي الحسينية - ومعظمهم من طائفة الجزارين - فإنهم لما فطروا عليه من الشدة والعنف استمروا في القتال حتى نفدت جميع مقذوفاتهم، والفرنسيس يصلونهم طول الوقت نارا حامية حتى ألحقوا كثيرا من الضرر بحيهم، وما زالت آثار هذا التخريب باقية إلى الآن.

نامعلوم صفحہ