تاريخ مصر الحديث
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
اصناف
وفي غرة رمضان من تلك السنة توفي مروان، وله من العمر 63 سنة؛ فبويع ابنه عبد الملك، فأقر أخاه عبد العزيز على مصر، وأخذ في متابعة مشروع أبيه؛ فأنفذ الأجناد إلى جهات العراق والبصرة والجزيرة سعيا في تعميم خلافته، وفي آخر الأمر أرسل إليه الحجاج بن يوسف؛ فحاصر عبد الله بن الزبير في مكة مدة سبعة أشهر، وفي نهاية سنة 71ه قتل عبد الله بن الزبير؛ فخلا الجو لعبد الملك، وكانت وفاته فصلا نهائيا لذلك الخصام بعد أن استمر عشر سنين متوالية، ومملكة الإسلام تتنازعها خلافتان؛ الواحدة في دمشق، والأخرى في مكة.
وفي سنة 69ه أمر عبد العزيز بن مروان ببناء قنطرة الخليج الكبير في طرف الفسطاط بالحمراء القصوى، وبنى مقياسا للنيل في حلوان، وهو أول مقياس بناه المسلمون في مصر، ويقول بعضهم: إن عمرو بن العاص بنى مقياسا قبل ذلك، ولا دليل على صحة هذا القول.
وفي سنة 70ه وقع الطاعون في مصر؛ فخرج عبد العزيز منها، ونزل حلوان؛ فاتخذها دارا، وجعل فيها الأعوان، وبنى فيها الدور والمساجد، وعمرها أحسن عمارة، وغرس نخلها وكرمها.
وفي سنة 77 هدم جامع الفسطاط كله وزاد فيه، وفي أيام عبد الملك ضربت الدنانير المنقوشة؛ الفضية، والذهبية.
وفي آخر أيام هذا الخليفة تم بناء القصر الجميل المدعو الدار المذهبة في شارع سوق الحمام.
وكانت طائفة الكهنة الأقباط معفاة من الضرائب والعوائد، فضرب على الشخص الواحد منهم دينارا، وعلى البطاركة ثلاثة آلاف دينار سنوية.
وسنة 86ه توفي عبد العزيز بن مروان في الفسطاط في 13 جمادى الأولى بعد أن حكم فيها عشرين سنة وعشرة أشهر و13 يوما، وكان جوادا حليما حازما بشوشا، فتولى بعده عبد الله بن عبد الملك بن مروان من قبل أبيه على صلاتها وسنه 29 سنة، وطلب إليه أبوه أن يقتفي آثار عمه عبد العزيز بالفطنة والدراية. (5) خلافة الوليد بن عبد الملك (من 86-96ه/705-714م)
وفي هذه السنة توفي عبد الملك بن مروان، وبويع ابنه الوليد بن عبد الملك الملقب بأبي العباس، فأقر أخاه عبد الله على مصر، وفي أيام الأمير عبد الله جعلت الكتابة في دواوين مصر باللغة العربية، وكانت لا تزال إلى ذلك الحين بالقبطية، يتولى أمرها أنتناش، فعزله، وولى مكانه ابن يربوع الفزاري من أهل حمص، وغلت الأسعار في إمارته فتشاءم الناس به، وقالوا: إنه كان يقبل الرشوة، ثم وفد على أخيه في صفر سنة 88ه واستخلف عبد الرحمن بن عمر بن قحزم الخولاني، وأهل مصر في شدة عظيمة، وضيق عيش مخيف.
أما الوليد بن عبد الملك: فقد حكم في الإسلام حكما حقا، ووسع نطاق المملكة الإسلامية، وحارب حروبا كثيرة عاد منها ظافرا. منها الحروب الهائلة مع أمراء تركستان والفرس والهند وملك القسطنطينية، وقد فتح طوانة من بلاد الروم، والأندلس، وسمرقند كل هذه الفتوحات والغزوات وغيرها كانت على يد هذا الخليفة الباسل.
وفي 13 ربيع أول سنة 90ه أقيم على مصر قرة بن شريك من أهل قنسرين بدلا من عبد الله بن عبد الملك، وأحيا قرة بن شريك بركة الحبش وغرس فيها القصب، فقيل لها: إصطبل قرة وإصطبل القماش.
نامعلوم صفحہ