بالإسناد في الجبل، والاستبداد بذلك العمل، وكان ذلك سبب الكسرة الخاصة بالبلد، الحاصة (1) أجنحة المدد، وبقيت الرعية على نصرة البلد حراصا، ورجت أن تجد له من أسر الحصر خلاصا.
فأعادت على الوالي رغبتها تلك، واقترحت من بنيه من ينظم ذلك السلك، فأبى غير ذلك المشؤوم، وأخرجه ثانية لمناجزة الروم ، فلما رأوه تشاءموا بوجهه، وهموا بنجهه (2). وطلبوا من الوالي غيره فما أسعفهم، وأعادوا الرغبة عليهم فعنفهم، ولما برز بهم/ 33/ هذا القائد الواهي ركنه، المجرب شؤمه وجبنه، مشى بأنكد جد، وأنكل حد (3)، ودنا من العسكر في العدد الأكثر، والجمع الأوفر، ونذر بهم الروم فركبوا تلقاءهم، وقصدوا لقاءهم.
فلما أطلوا من بعيد ولاهم قفاه، وأطاع مصرفيه الجبن والشؤم فما استوقفاه، وفر قبل لف الخيل بالخيل (4)، وجر على المسلمين ذيل الويل، فإنهم بفراره انتقضت عراهم، وأعداهم ما عراه من الوهل (5) فعراهم، واتبعهم النصارى فقتلوا منهم مقتلة كبيرة، وأمطروا عليهم من البلاء سحبا غزيرة (6).
صفحہ 113