وصف ما نشأ أثناء هذا التدبير من تهيب الروم لهذا المرام الكبير
/ 11/ وبعد أن عزم النصارى على هذا الرأي، وشاهدوا ما لملكهم فيه من الجد والسعي، تعقبوا النظر، واستشعروا الحذر، وقالوا يجب أن نتبين أقوم الطرق، والشروع في العمل قبل تدبير الغاية من الخرق. وميورقة على ضم الرجال مبنية، وهي للبعيد والقريب أمنية، فهي بالمقاتلة طافحة (1)، ثم هي لكبش السماء مناطحة، وليمين الثريا مصافحة (2)، وركوب البحر إليها ركوب الغرر، وورودها مظنة لسوء الصدر، والملك قد ركب رأسه، ووعد بها نفسه، وظن أنها أخيذة لشرك (3) شركه، وأن بهذا المسلك تنتظم في سلكه.
فمن الرأي أن نقوم الآن من مجلسنا، وننهض إليه بأنفسنا، ونأتي عنده في هذه العلة بقول شاف، ونبين عليه ما نتخوفه وهو عليه خاف . ولقد كانت ميورقة فوق ما هالهم، وأعظم مما راع علمه جهالهم، وأعز من أن تطرد سرحها ذئابهم، أو يطير إلى شهدها ذبابهم (4). ولكن قدر سبق، وقضاء من
صفحہ 79