عن أبيه . قال : حدثنى عبد اللبه بن عباس الهمدانى قال : قال لى المنصور: وحدثنى حديثا بلغنى عنك فى نتف لحيتك فى سفرك، قال: نعم يا أمير المؤمنين وجهنى خالد القسرى لى هشام بن عبد الملك برسالة أشافهه بها، فقال : أعف لحيتك فى سفرك هذا، فلثن جثتنى وقد نتف منها شعرة واحدة لأقطعن يدك، قال : ففعلت، فلما دخلت دمشق دخلت المتوضأ، فخلوت بنفسى أدرس الرسالة وأقول: إن قال : كذا قلت: كذا، وسهوت فأقبلت على لحيتى أنتفها وألقيها بين يدى ، فأتيت على جميعها ، فصحت بغلامى فأمرته بجمعها وغسلها، وشدها في منديل، ثم خرجت ولبست وأخذت المنديل في كمى، وصرت إلى باب هشام، فاستأذنت فأذن لى، فأديت الرسالة، فأجابنى، فلما أردت مفارقته قلت : أنا بالله وبك يا أمير المومنين من خالد، قال : ما لك وله؟ فحللت الصرة وأريته ما فيها وخبرته فأمر بالكتاب إليه : «قد أجرت عليك عبد الله بن عباس مما كنت وعدته من نتف لحيته، وأعطى الله عهدا لئن أثرت فيه أثرا بعقوبة لأقتصن له منك والسلام*.
~~قال فقدمت على خالد فلما رآنى قال : ما هذا؟ - قبل أن يسالنى عن الرسالة - قلت : جوابك في الكتاب فقرأه فقال : «أولى لك» ، ثم سالنى عن الرسالة فأديتها إليه، فضحك المنصور حتى استلقى . وفيها غزا مروان من إرمينية حتى جاوز نهر الرم فقتل وسبى وأغار ----
صفحہ 202