وفى هذه السنة بلغ هشاما خبر الجراح وأصحابه فبعث بسعيد بن عمرو الحرشى ، وكتب إلى أمراء الأجناد بموافاته فاجتمعوا، فصار إلى الخزر ثلاثة جموع - ومعهم أسراء المسلمين واهل الذمة - فاستنقذهم وأكثر القتل فى الخزر فى شتاء شديد برده ومطر وثلوج، وطلبهم حتى جاز الباب.
~~وفيها مات عبد الرحمن بن أبى سعيد الخدرى، ورجاء بن حيوة الكندى، وطلحة بن مصرف، ومكحول، وجبير الحضرمى وفيها بلغت الخزر أرض الموصل حتى قربوا منها.
~~وأمير المرصل الحر ، وهو منكمش فى عمل النهر . وحج بالناس إبراهيم بن هشام.
~~ودخلت سنة ثلاث عشرة ومائة وكان مال الموصل - إذ ذاك - كثيرا وكانت أعمالها واسعة، وكان منها الكرخ ، ودقوقا، وخانجار، وشهرزور، والطيرهان، والعمرانية وتكريت، والسن، وباجرمى، وقردى، وسنجار، إلى حدود أذربيجان.
~~فذكروا أن مشام بن عبد الملك استبطأ الحر فى أمر النهر ، واسترف النفقة على النهر وانقطاع الحمل .
~~وفى آخر هذه السنة توفى الحر بن يوسف بالموصل، ومقابرهم(10) المعروفة بمقابر قريش، وكانت بازاء دورهم المنقوشة، وهى بين سوق الدواب وسدة المغازلى وهى مشهورة هناك. حدثنا طاوس قال : سمعت أبى يقول: إنه سمع أباه يقول : حج أبى عمران بن موسى - سنة ثلاث عشرة ومائة - قال : بينا نحن بمنى فى يوم جمعة إذ سمعنا بموت الحر فى ذلك اليوم؛ فلما رجعنا إلى الموصل سألنا عن وقت موته فكان اليوم الذى مات (فيه) وسمعنا به بمنى في الموسم، وخلف الحر (على) أهله وماله وولايته يحيى بن الحر، فلم يزل قيما بالأمر، مولى ما كان أبوه مولاه إلى أن ولى هشام الموصل الوليد بن تليد العببى ----
----
صفحہ 200