تاریخ ماسونیہ
الحقائق الأصلية في تاريخ الماسونية العملية
اصناف
ولكن لم تحرز في ألمانيا ما أحرزته في غيرها من البلدان، فكثير من المحافل تركها وشأنها وأقبل على الطرق البريطانية القديمة التي تعاليمها بغاية البساطة، وكان المنفصلون عنها كثيرين كمحفلي فرانكفورت وويلزر اللذين أنشآ محفلا أعظم دعواه بالطريقة الكهربائية وهو ذو ثلاث درجات.
ولكن بقيت طريقة الستريكت أوبسرفانس أو طريقة فرسان مار يوحنا المحورة ثابتة في فرنسا وألمانيا، رغما عما طرأ عليها من العوامل والانفعالات، فكان كل محفل يدخل إليه درجات عديدة أو قليلة حسبما تقتضيه الأحوال والأزمان، فكانت الدرجات محصورة بين الدرجة الخامسة والدرجة الثالثة والثلاثين وهكذا، فالمحافل التي أسسها محفل إنكلترا الأعظم القاضية بعدم قبول درجات عالية هذه أيضا دخل عليها عامل التغيير وطرأ عليها فاعل الغيرة، فأخذت تدخل إليها الدرجات العديدة أسوة بغيرها.
وكانت الطريقة الاسكوتلندية الأصلية مؤلفة من سبع درجات منها اثنتان أدخلتا على الثلاث الدرجات الأصلية من سنة 1650 إلى سنة 1660، وقد أدخلها أشياع عائلة ستورت المالكة بعد مقتل تشارلس الأول، ومن سنة 1670 إلى سنة 1680 قام هؤلاء الأحزاب أنفسهم وأدخلوا درجتين أيضا وهما بمثابة سلم يرقى به الطالب إلى كل الدرجات الرمزية.
وامتدت هذه الطريقة كثيرا من سنة 1728 إلى سنة 1740 بواسطة الدكتور بارون دي رامازي وهو إنكليزي اسكوتلندي ومندوب سري من الجزويت.
أما اليوم فمعظم المحافل الماسونية في العالم تركت هذه الطرق القائلة بكثرة الدرجات التي دخلت على الجمعية الماسونية في أواخر القرن الماضي، ولم تعد تعتبر سوى الدرجات الثلاث الرمزية الأصلية الحاوية بنفسها كل التعاليم والشرائع الماسونية، والمحافل التي لا تزال فيها هذه الدرجات تعتبرها ثانوية بالنسبة إلى الثلاث درجات الرمزية التي عليها المعول في كل العالم.
وليم الثالث ملك إنكلترا
سنة 1688ب.م:
وليم الثالث كان يدعى برنس أورانج، وهو ابن أخي الملك جمس الثاني المتقدم ذكره وزوج ابنته، ولد في 14 نوفمبر سنة 1650، وتربى وترعرع إلى سنة 1669 لما قامت الأحزاب بعضها على بعض في إنكلترا وتحزب الكاثوليك والماسون الاسكوتلنديون لجمس السابع والبروتستانت والماسون الإنكليز ضده فتغلب الحزب الثاني على جمس، وكانوا قد أرسلوا خفية كتابات من قبل أرلات تشرسبوري وديفونشير ودامبي والأدميرال روسل وغيرهم من رؤساء حزب الأحرار إلى وليم الذي كان مقيما في هولندا يدعونه إلى إنكلترا بقوة مسلحة لتخليص المملكة من جمس والكاثوليك، فأتاها بأسطول مؤلف من 750 سفينة وفيه خمسة عشر ألف عسكري. وجمع جمس قوته وعساكره وخرج من لندرا، وكان الشقاق قد تفاقم بين حزبه وجاء كبارهم إلى وليم برنس أورانج في أول الليل، وفي الصباح تبعهم كبار ضباط العساكر حتى إن البرنس جورج زوج ابنة جمس ودوق أرموند وغيرهم انضموا إلى وليم. ولما عاد جمس إلى لندن، ورأى أن ابنته وزوجها والشعب كله يترحب بوليم هرب في 11 ديسمبر سنة 1688 بمركب صغيرة فاشتبه الصيادون فيه وفي الذين معه من جماعة الجزويت فحبسوه عندهم إلى أن أتى «لورد فيفرشام» وحافظ عليه، ثم أعيد إلى لندن وكاد يعود إليه ملكه لو سمع كلام المخلصين، ولكن لشدة ما رأى وسمع من الشعب أن «لا بابا ولا كاثوليك»، وأن اللوردات عينوا حكومة وقتية هرب ثانية إلى فرنسا، واعتصم بملكها لويس الرابع عشر فقابله بالترحيب، وتوفي بداء الفالج في فرنسا كما تقدم في ترجمته. وقرر البرلمان بما أن جمس هرب من المملكة وخالف قانونها فيعد هربه تنازلا عن تخت الملك، وبعد مداولات كثيرة تقرر أن لا يكون الملك من الآن فصاعدا في إنكلترا إلا من البروتستانت، وأن يتوج وليم وامرأته ماري فتوجا في 13 فبراير سنة 1689. وبعدما جلس وليم على تخت الملك انقطع دابر الثورة وهدأت الأحوال.
وفي تلك الأثناء اضطرت المملكة إلى استقراض دراهم لإصلاح أحوالها، فاستلفت المال من أغنياء بلادها، وكان هذا أول دين على الحكومة أقيم لأجله بنك إنكلترا سنة 1694.
سنة 1694ب.م:
نامعلوم صفحہ