تاریخ ماسونیہ
الحقائق الأصلية في تاريخ الماسونية العملية
اصناف
وأتى هؤلاء بأوراق ماسونية متفرقة وجدت في بعض أديرة إيطاليا، ولفقوا عليها بعض حكايات من الصليبيين وزادوا عليها ما زادوا من فضلات قريحتهم الشاحذة مدخلين أقوال الأغرار الذين وجدوا في الأعصر الوسطى مشركين هذه الخزعبلات بأسرار الماسونية، ولشد ما جدوا واجتهدوا أدركوا أخيرا غاية طالما صبوا إليها وشكلوا طريقة دعوها فرسان مار يوحنا.
وإذ كان الجزويت على حقيقة بينة من أفكار العالم، وأنهم لا يذعنون إلا لما يرونه مستغربا ارتأوا إدخال درجات واطئة ليموهوا على عقول السذج ويتحققوا أمانتهم وإخلاصهم، ويكونوا على بينة من طاعتهم العمياء، وكانت الطاعة وهي شرط أول يفرضونه على الطالب واعدين بزيادة إيضاح كلما ترقى درجة وأحرز رتبة ينالها بصدق وأمانة، وهكذا توصلوا إلى التلاعب في تعاليم الماسونية الطاهرة الشريفة وجعلوا الداخل يسلك طريقة باغية تقضي تعاسته على الانتظام في تلك المؤلفة من عشر درجات.
ولتبقى أمانة الطلاب على ازدياد ويبقى لهم رغبة في التعمق في الأسرار، وليبقوا هم آمنين على نفوذهم وسلطتهم فرضوا على الذين رمى بهم شقاؤهم وأصبحوا هدفا لتلاعب قوم ماكرين طاعة عمياء لرؤساء مجهولين يستخدمون الإخوة ليحققوا أمانيهم العظيمة، ويدركوا غاياتهم السامية، وهي أمنيات وغايات لا تعين إلا للطالب الذي أحرز الدرجة الأخيرة، ومع ذلك لا تعلن له جميعها إن لم يظهر من الإخلاص وسمو المدارك درجة فائقة.
ولما كانت هذه الطريقة التي وضعها الجزويت يشتم منها رائحة الدين والتعصب على أمد لم تكن لترضي العموم، ورأى الجزويت أن نفوذهم كادت تلعب به أيدي الزمان فشحذوا قريحتهم الوقادة وشمروا عن ساعد جدهم واجتهادهم ليروا طريقة تخلصهم من هذا البلاء الذي كان يتهددهم وابتدعوا طريقة جديدة نقفت في فرنسا وأفرخت، وتداعى كثير من العظماء للانتظام في سلكها، وظل تاريخ فرنسا الذي ما فتئ مهدا للتغيرات والعوامل حافظا أثرا لهذه الطريقة، وهي طريقة الستريكت أوبسرفانس التي نقلها إلى ألمانيا البارون «دي هند» وساعد على انتشارها كثيرا، وأما موضوع هذه الطريقة وآراؤها الأساسية فهي أن الماسونية ليست إلا تتمة أعمال فرسان مار يوحنا الجهابذة البواسل الذين هربوا إلى بريطانيا ولجئوا إلى اسكوتلندا ليخلصوا من ظلم الأشرار ويأمنوا على حياتهم.
ولكي يبقى للجزويت مركزهم الأول وسطوتهم الأولى قسموا الممالك إلى تسعة أقسام، وهي الممالك التي كانت دائنة لطريقة الستريكت أوبسرفانس ؛ أولا: ألمانيا السفلى وبولونيا وبروسيا. ثانيا: أوفرنيا
L’auvergne . ثالثا: أوكسيتانيا
L’accitanie ، وهي شرقي فرنسا. رابعا: إيطاليا واليونان. خامسا: برغونيا وسويسرا. سادسا: ألمانيا العليا. سابعا: النمسا ولومبارديا. ثامنا: روسيا. تاسعا: أسوج.
وكان محفل طريقة الستريكت أوبسرفانس الأعظم الإداري في برونسفيك، وكان يدير أعماله ويدبر شئونه الدوق فرديناند دي برونسفيك الأستاذ الأعظم وخلفه في هذا المنصب السامي البرنس شارل دي هيس، وكان لكل مقاطعة رئيس يدعى هرميستر
Hurmeister ، وهو بمثابة جنرال في فرنسا، ومحفل إقليمي وكثير من المحافل الصغرى، وبالإجمال كل ما كان لجمعية فرسان مار يوحنا القديمة.
وكانت طريقة الستريكت أوبسرفانس التي دعيت هكذا نظرا لصرامة الدقة السائدة عليه بعكس الطرائق الأخرى التي في إنكلترا، والتي كانت كثيرا ما تتساهل وتدعى لارج أوبسرفانس
نامعلوم صفحہ