تاریخ مسونیہ
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
اصناف
وكان الشرق الأعظم في بادئ الرأي يلتئم في بيوت بعض الإخوة، ثم استأجروا له بناء كبيرا كان مدرسة للجزويت، وانتقلوا إليه في 12 أوغسطس (آب) سنة 1774.
محافل إقليمية
وفي 22 أكتوبر سنة 1774 قرر الشرق الأعظم الفرنساوي وجوب تأسيس محافل إقليمية فاستشار، فقدمت له لوائح عديدة فاختار منها واحدة، من مقتضاها أن فرنسا عموما تقسم إلى 32 مقاطعة أو إقليم، وعاصمة كل من هذه الأقاليم تكون مركزا للمحفل الأعظم الإقليمي، وهذا المحفل يتألف من رؤساء المحافل الحاليين والسابقين وبعض مندوبي المحافل التي هي في مقاطعته. ولكل من المحافل العظمى الإقليمية الحق بإرسال نائب ينوب عنه أمام الشرق الأعظم، ومن مجتمع هؤلاء النواب تتألف لجنة تنظر في أحوال الماسونية بوجه عام، تنتقد سيرها وتبحث فيما تحتاج إليه من الإصلاح، وتراقب أعمال المحافل وتلاحظ محافظتها على القوانين وتنفيذها لأوامر الشرق الأعظم، ولهذه اللجنة الحق بفصل ما يقع من النزاع بين الإخوة والمحافل، وعليها الاستعداد لتعيين الموظفين في الوقت المعين وللنظر في المذكرات التي تلقى أمامها وغير ذلك. وهي تقابل اللجنة المستديمة في الشرق الأعظم المصري.
فصادفت هذه اللائحة مصادقة الشرق الأعظم، إلا أنها قلما صادقت تنشيطا. فلم ينشأ إلا أربعة أو خمسة محافل إقليمية أقدمها محفل ليون، وأصبح الشرق الأعظم ينظر إلى تلك اللائحة نظر الارتياب. وفي 29 ديسمبر (كانون الأول) سنة 1810 أبطلها.
وقد كان موظفو الشرق الأعظم يلازمون وظائفهم مدة حياتهم، إلا الأستاذ الأعظم، ففي 27 ديسمبر (كانون الأول) سنة 1774 التأم الشرق الأعظم، فاستدعى لكسمبرج ووافقه كثيرون من الموظفين أن يجعل تعيينهم في تلك الوظائف لمدة ثلاث سنوات فقط، وأن للشرق الأعظم بعد ذلك أن ينتخب خلافهم وتقرر ذلك، فقال الأستاذ الأعظم إنه هو أيضا يطلب مثل ذلك في تعيينه، فلم يوافقوه. واحتفالا بذلك الاجتماع واحتراما لذلك القرار أطلق 35 مسجونا من الإخوة الذين سجنوا لتأخرهم في دفع ما كان عليهم من مصاريف بيوتهم وغيرها، وآخرون كانوا تحت طائلة القصاص أفرج عنهم.
وفي 25 ديسمبر (كانون الأول) سنة 1775 حضر الأستاذ الأعظم بنفسه لتكريس محفل لاكاندرو في باريس.
مقاومات ودسائس
ثم إن الماسونية قاست بعد ذلك دسائس كبيرة من جمعيات مختلفة المقاصد، كانت تتلبس بها، منها جمعية «ستريكت أوبسرفانس» يقال إن الجزويت أسسوها لمقاومة الماسونية، وسعوا بها إلى فصم عروتها، ولكنهم لم يأتوا على ما أرادوا. كل ذلك لإغفال الماسونيين مراعاة القواعد الأساسية من قوانينهم.
ومن هذه الجمعيات جمعية أنشأها رجل كان يدعى يوسف بلسمو، ثم دعي كاليوسترو، ودعي أيضا بأسماء وألقاب أخرى كثيرة. ولد في بالرمو من أعمال إيطاليا سنة 1743، ولما شب درس المبادئ الطبيعية من كيمياء وفلسفة طبيعية وغيرها، بعد أن تزوج في رومية بلورنزا المشهورة بالجمال، ثم سافر إلى بطرسبرج وكان يدعي نفسه تارة ماركيس بلليجريني، وتارة الكونت فيلكس، ولكن في الأغلب كان يدعى كونت كاليوسترو، وكان يدعي تارة السحر وطورا استخراج الذهب أو إتيان المعجزات، إلى غير ذلك من الخزعبلات التي كان يتخذها وسيلة لسلب مال الناس؛ فالتف حوله بعض الطلبة وكان ينفث فيهم من تعاليمه، ويشترط عليهم أن لا يأكلوا إلا مآكل معلومة، واشترط عليهم مثل ذلك في الشرب واللباس وسائر حاجيات العيش، ولم يكن ذلك كل ما اقترفه هذا الرجل، فإنه تطرق بمساعيه وما اكتسبه من النفوذ إلى الالتحاق بالماسونية، فقبل سنة 1770 في أحد محافل لندرا على نية أنهم يطلعون منه على شيء من تعاليم جمعية الروسيكروسيان، فتلقى الدرجات الثلاث في ليلة واحدة، وأدخل امرأته معه على أمل أن تكون معضدة له في مقاصده. ثم سار إلى جرمانيا وهناك تعرف بمحفل «ستريكت أو بسرفانس»، فانضم إليه ثم سافر مصحوبا ببعض المنشورات الماسونية التي تحصل عليها ببعض سبل الخداع، وجعل يعلم في الناس تعليما جديدا، واستحدث طريقة ماسونية دعاها «الطريقة المصرية»، أنشأ عليها جمعية انتشرت تعاليمها على الخصوص في فرنسا، وكان هو رئيسها واسمه «الكوفتا الأعظم»، وهو لقب الكهنوت في مصر، وامرأته «الكوفتين العظمى»، وأعضاء هذه الجمعية كانوا يعرفون بالكوفتا والكوفتين؛ لأن الجمعية كانت على فرعين فرع للرجال وآخر للنساء، وكان كاليوسترو يكرس الرجال وامرأته تكرس النساء، وكانت رئيسة محفل النساء تدعى «ملكة شبا».
أما ما كان ينتظره المنتظمون في سلك هذه الجمعية فإطالة العمر، وكانوا ينتحلون للحصول عليه طرقا مختلفة رجالا ونساء، وكان كاليوسترو يستخدم أحيانا حجر الفلاسفة على زعمه، فيحول سائر المعادن إلى الذهب، لكنه لم يكن يحصل درهما من الذهب إلا بعد أن ينفق على تحويله قيمة أربعة دراهم.
نامعلوم صفحہ