تاریخ مسونیہ
تاريخ الماسونية العام: منذ نشأتها إلى هذا اليوم
اصناف
وفي نحو سنة 1744 قرر المحفل الأعظم الإنكليزي في فرنسا سن قانون جديد، فعين لجنة من أفاضل الأعضاء فكتبوه، فكان مؤلفا من عشرين مادة، منها 19 مأخوذة من لائحة النظامات الإنكليزية التي كتبت سنة 1723 وسنة 1738 كما تقدم، مع إصلاحها على ما يناسب الزمان والمكان، والمادة العشرون مستحدثة قد وضعت بناء على مقتضى الحال، ونصها:
بناء على ادعاء كثير من الإخوة أنهم أساتذة اسكوتلانديون، وطلبهم بمقتضى ذلك حقوق وامتيازات رسمية في محافل خصوصية، الأمر الذي لم نر له أثرا في السجلات القديمة المنتشرة في كل المحافل على سطح الكرة الأرضية، وملافاة لتفاقم الخطب وحفظا للنظام الذي لا بد منه بين الإخوة البنائين الأحرار، نصرح أن أولئك المدعين لا تقبل دعواهم، ولا يمكن التسليم لهم بما يطلبونه من الحقوق المقدسة إلا بعد اشتغالهم بوظائف معينة في المحفل الأعظم أو المحافل الأخرى الفرعية، وإلا فإنهم لا فرق بينهم وبين التلامذة والرفاق، وليس لهم ما يتميزون به عنهم.
ومثل هذه العبارات تدل دلالة صريحة على أن ما يسمونه بالدرجات السكوتسية لم تظهر إلا في ذلك العهد، وبمراجعة جميع التقارير والمنشورات القديمة لا يوجد لها ذكر، إلا ما لمح إليه رمسي في خطاب ألقاه سنة 1744. وكانوا يسمون هذه الدرجة في الماسونية الدرجة الرابعة.
وعلى مثال ذلك نشأت الدرجات العليا، إلا أن أصل نشأتها بالتدقيق فغير معروف تماما؛ لفقدان الأوراق الماسونية التي كان يمكن الاهتداء بها إلى شيء من ذلك. لكن المظنون أن دعاة عائلة ستيورت، وفيهم الجزويت، كانوا يسعون إلى إعادة هذه العائلة إلى التملك في اسكوتلاندا، فاستنجدوا الماسونية، فأبت خيانة ملكها والسعي إلى استبداله، فلم ير أولئك أولى من أن يجمعوا إليهم من كان على دعوتهم من الماسونيين، وأن يجتمعوا معا في حالة غير حالة الاجتماعات الماسونية الاعتيادية، فاستحدثوا طريقة دعوها بالدرجات العليا، وذلك سنة 1736، وجعلوا يمدون سطوتهم إلى الأنحاء البعيدة، فلم يجدوا لها أنسب من فرنسا؛ لأنها كانت فيها على ما علمت من الانحطاط وسفالة الأعضاء، وقد صادفوا نجاحا لمشروعهم، فأقدم الفرنساويون على الاشتراك في تلك الدرجات، واتفق وجود رمسي الخطيب المشهور هناك، فخطب ونشط تلك الاجتماعات، فازداد الفرنساويون رغبة في الأمر. ثم إن الذين جاءوا بعد ذلك أتموا تلك الاختراعات؛ ففي سنة 1743 اخترعت درجة قادوش في مدينة ليون.
أما درجة الفرسان الهيكليين فكانت في أيام الصليبيين وألغيت سنة 1311، لكنها عادت إلى الظهور في نحو سنة 1740، عندما نفي فرسان مالطا لداعي تهمتهم بالاشتراك مع الماسونيين.
وقس على ما تقدم كثيرا من الدرجات العالية التي استحدثت في الماسونية، وكان لكل منها غرض في حينه، ولذلك ترى بالمقابلة أنها لا تنطبق بعضها على بعض، وربما خالفت في بعض الأحوال مبادئ الماسونية الحقيقية، الأمر الذي يجعل لغير الماسونيين بابا للانتقاد والتنديد.
وقد صادقت هذه الدرجات ترحابا عظيما في فرنسا، ففتح لها الماسون هناك صدورا رحبة، وأغفلوا الدرجات الثلاث الأصلية التي هي بالحقيقة الدرجات الماسونية الحقة، وربما كان ذلك لجهلهم الغرض الشريف المقصود منها؛ فعكفوا على الدرجات العليا، فضربوا الأثلاث وجمعوها، فكانت لهم درجة 9 وهي 3 × 3، ودرجة 33، ودرجة 90، وجعلوا لكل من هذه الدرجات إشارات وكلمات ورموز خصوصية، فرغب الناس في الانضمام إليها، ولا تزال تلك الرغبة شديدة في كثيرين إلى هذا اليوم.
فعلى مثل ما تقدم نشأت الدرجات العليا، ولمثل هذه الغايات أنشئت، على أن ذلك لا يمنع كونها الآن على خلاف ما ذكر؛ لأن الجماعات مؤلفة من الأفراد، فتختلف مقاصدها باختلاف مقاصد أولئك الأفراد.
فإذا كان شأن الماسونية الحرة في فرنسا على ما تقدم، لا نعجب إذا رأينا البوليس يتتبع خطواتها ويجعل في طريقها العثرات، فإنه في 5 يونيو (حزيران) سنة 1744 أكثر من التحريات عن الاجتماعات، فباغت اجتماعا في باريس شتت شمل أعضائه.
وفي سنة 1744-1747 نشرت في حق الماسونية منشورات عديدة تتهمها بالتداخل في الأعمال السياسية والدينية. وعلى هذه المنشورات بني كل ما تبع ذلك من الاضطهاد.
نامعلوم صفحہ