ثم ابتدأ دارا في أول الأمر بقمع جملة فتن أولها في بابل تحت قيادة كذابين، أعقب الواحد منها الآخر، وسمى كل منهما نفسه بختنصر، مدعيا أنه ابن نابوناهيد (521-519) وثانيها فتنة عيلام، وثالثها فتنة مادي تحت قيادة رجل سمى نفسه فراورت، وادعى أنه ابن كياكسار، ولم يتم لدارا إخضاعه إلا بعد محاربتين عظيمتين بالقرب من كوندوروس (سنة 520) بل إن فارس نفسها قامت عليه وعلى رأسها رجل كذاب آخر سمى نفسه بردية، ولم تنته هذه الثورات إلا في أواخر سنة 519. (3)
وقد نظم دارا مملكة الفرس وقسمها إلى مرزبات يحكم كل واحدة منها ثلاثة، وهم؛ المرزبان، وكاتب السر الملوكي، وقائد الجند، وكل منهم مستقل عن الآخرين وكان الملك يرسل «عيونه وآذانه » إلى تلك الأقاليم لمراقبة سير هؤلاء العمال وتعرف أحوالهم. (4)
وقد أعفيت فارس الحقيقية من الضريبة، وأما باقي العمالات فقد فرض عليها خراج تدفعه من النقود الدارية أو من عين الأصناف والمحصولات، وذلك بحسب إيرادها، وقد التزمت أيضا بالقيام بنفقات حكامها الفارسيين وحواشيهم. (5)
وما زال الفارسيون يفتحون الأقاليم حتى بلغت أطراف مملكتهم الجبال والبحار، فلم يكن لهم للخروج منها إلى غيرها سوى منفذين؛ أحدهما في الشرق نحو الهند، والآخر في الغرب نحو إغريقية. وفي سنة 512 فتح دارا بلاد بنجاب ثم تحول على إغريقية، وابتدأ الحروب المادية.
هو إقليم مؤلف الآن من شرقي مازندران وجنوبي داغستان.
ورد بهذا النص في أشعار العرب وكتبهم كما ورد أيضا في تواريخهم باسم داريوس كاللفظ اليوناني.
اسمها عند الإفرنج
Suse
وسميت باسم الزهرة المعروف بالسوسن لكونها تنبت كثيرا في مروج هذه المدينة المعروفة الآن باسم شستر.
جمع مرزبة وهي العمالة الفارسية، يكون المرزبان واليا عليها.
نامعلوم صفحہ