ذكر توجه هولانا السلطان إلى الشام قاصدا سيس
توجه مولانا السلطان إلى الشام وصحبته العساكر المنصورة بكمالها ، واستخلف بالديار المصرية نايبأ عنه الأمير شمس الدين آق سنقر الفارقاني ، والمولى الصاحبالوزير بهاء الدين ، ورحل معه وزيرا للصحبة تاج الدين [ محمد بن محمد بن علي بن حنا] ، ورحل من البركة رابع شعبان ، فوصل إلى دمشق يوم الخميس تاسع عشرين شعبان وكان السلخ ، ثم خرج منها قاصدا بلد سيس ، فلما اجتاز بحمص طلع القلعة ، وجلس في الطارمة التي عمرت له بها . فحال جلوسه جاءه البريد من مصر وعلى يده قليل بقسماط من القمح الجديد ، فاستبشر به ، ورسم لوالي قلعة حمص حسام الدين ابي علي بن أبي الفيحاء بعمارة باقي دور القلعة ، ثم سار فعبر الدربند إلى باب اسكندرونة] إلى سيس فملكها ، وملك أياس ، والمصيصة ، وآذنة . وصلي كتاب من المولى الصاحب تاج الدين ، تاريخه ثالث شوال ، من سيس ، يذكر فيه أن دخول العساكر إلى سيس يوم الإثنين الحادي والعشرين من شهر رمضان ، و خروجهم منها كان في العشرين من شوال ، بعد أن قتلوا من الأرمن وأسروا خلقا لا يحصى، وغنموا من البقر والغنم ما بيع بالمجان . وأقام مولانا السلطان بجسر الحديد الى أن انسلخ شوال وذو القعدة ، ورحل في العشر الأوايل من ذي الحجة ، ودخلدمشق يوم الثلاثاء خامس الشهر ، وفي صحبته الصاحب تاج الدين ، فاصاب الصاحب ضعف عجز به عن المقام بدمشق ، فأذن له مولانا السلطان بالعود إلى مصر فعاد إليها ودخلها في سادس عشرين صفر ، وكان خروجه من دمشق في ثامنه ، وأقام مولان االسلطان بدمشق إلى أن دخلت سنة أربع وسبعين ، وسياني ما يتجدد له فيها - إن شاء الله - مفصلا مبينا.
صفحہ 106