تاريخ الملک الظاہر

ابن شداد d. 684 AH
66

تاريخ الملک الظاہر

تاريخ الملك الظاهر

اصناف

ذكر توجه هولانا السلطان إلى الشام قاصدا سيس

توجه مولانا السلطان إلى الشام وصحبته العساكر المنصورة بكمالها ، واستخلف بالديار المصرية نايبأ عنه الأمير شمس الدين آق سنقر الفارقاني ، والمولى الصاحبالوزير بهاء الدين ، ورحل معه وزيرا للصحبة تاج الدين [ محمد بن محمد بن علي بن حنا] ، ورحل من البركة رابع شعبان ، فوصل إلى دمشق يوم الخميس تاسع عشرين شعبان وكان السلخ ، ثم خرج منها قاصدا بلد سيس ، فلما اجتاز بحمص طلع القلعة ، وجلس في الطارمة التي عمرت له بها . فحال جلوسه جاءه البريد من مصر وعلى يده قليل بقسماط من القمح الجديد ، فاستبشر به ، ورسم لوالي قلعة حمص حسام الدين ابي علي بن أبي الفيحاء بعمارة باقي دور القلعة ، ثم سار فعبر الدربند إلى باب اسكندرونة] إلى سيس فملكها ، وملك أياس ، والمصيصة ، وآذنة . وصلي كتاب من المولى الصاحب تاج الدين ، تاريخه ثالث شوال ، من سيس ، يذكر فيه أن دخول العساكر إلى سيس يوم الإثنين الحادي والعشرين من شهر رمضان ، و خروجهم منها كان في العشرين من شوال ، بعد أن قتلوا من الأرمن وأسروا خلقا لا يحصى، وغنموا من البقر والغنم ما بيع بالمجان . وأقام مولانا السلطان بجسر الحديد الى أن انسلخ شوال وذو القعدة ، ورحل في العشر الأوايل من ذي الحجة ، ودخلدمشق يوم الثلاثاء خامس الشهر ، وفي صحبته الصاحب تاج الدين ، فاصاب الصاحب ضعف عجز به عن المقام بدمشق ، فأذن له مولانا السلطان بالعود إلى مصر فعاد إليها ودخلها في سادس عشرين صفر ، وكان خروجه من دمشق في ثامنه ، وأقام مولان االسلطان بدمشق إلى أن دخلت سنة أربع وسبعين ، وسياني ما يتجدد له فيها - إن شاء الله - مفصلا مبينا.

صفحہ 106