تاريخ الملک الظاہر

ابن شداد d. 684 AH
41

تاريخ الملک الظاہر

تاريخ الملك الظاهر

اصناف

ذكر مراسلة دارت بين مولانا السلطان وبين معين الدين البرواناة

لما توجه معين الدين البرواناه مع رسل السلطان الملك الظاهر ، كما قدمنا واجتمع بأبغا في أمر الرسالة خلا به سرأ وقال له : " الملك عقيم ، وإن أخاك أجاي عازم على قتلي والاستيلاء على ملك الروم وانتمائه إلى صاحب مصر" . وكان الحامل له على هذا تخيله من أجاي ، فأنه كان يكلفه مقترحات تعجز عنها استطاعته وتوعده إن هو لم يقم بها على اختياره . فأمره أبغا أن لا يطلع على ما أسره أحدا ، ووعده ان يستدعي أخاه أجاي وصمغرا ، ويريحه منهما ، وأن يسير إليه توقونوين بلا عنهما . فلما عاد معين الدين إلى الروم رأى من أجاي إعراضا مفرطأ فوق ما يعهده منه ، فداخله الندم على ما كان أوحاه إلى أبغا من أمر أجاي وصمغرا ، فاضطر الى أن كاتب مولانا السلطان الملك الظاهر سرأ ، وبعث إليه قاصدا ، وطلب منه أن يحلف له ولغياث الدين ابن ركن الدين على ملك الروم ، وشرط عليه أن يكون له عسكرا في البلاد مقيما يستعين به على قتل أجاي وصمغرا ومن معهما من التتر . فوافى القاصد السلطان بمصر قد عاد من دمشقفلما وقف على مضمون رسالته كان جوابه لقاصد : " إذا حلفنا له على ما آراد وسيرنا له عسكرا تقيم عنده ما يقوم بأوده وكلفته الا لا بد أن يعين لي بلادا يرصدها لذلك ، أو ما يستخرج من الأوقاف والصدقات والأملاك التي له ، فإذا كسرت التتر أفرجنا له عن ذلك وأعدناه إلى أربابه ، مع أنا لا كلف خيلنا سلوك الدرب في هذا الوقت ، فإنها من أثر تعب ولا من أكلها الربيع ، و في العام القابل نحن عنده إن شاء الله" . فلما عاد القاصد وجد أبغا قد استدعى اجاي وصمغرا فتوجها إليه وحالة البرواناة قد صلحت ، فتلكأ في إجابة مولانا السلطان االى ما التمسه ، ونكل عنه لاستبطائه حركته إليه ، وخروج من كانت استغاثته بالسلطان بسببه عن البلاد .

صفحہ 78