تاريخ الملک الظاہر

ابن شداد d. 684 AH
127

تاريخ الملک الظاہر

تاريخ الملك الظاهر

اصناف

ذكر سبب وزارة مهذب الدين علي والد البرواناة

كان مهذب الدين علي بن محمد بن حسن الكازي ، أصله من كاز من عراق العجم ، قد حفظ القرآن العزيز وأتقنه ، واشتغل بالعربية ، بحيث أنه تعين للتصدر . فلما استولوا التتر على عراق العجم ، خرج منها وقصد الروم ، فرتب مقرئا ببعض الترب ، فطلب معين الدين مستوفي الروم في آيام السلطان علاء الدين من يعلم أولاده ، فتوسط له شخص كان يعرفه ، فاتصل بخدمته ، وعلم أولاده ، وكان يحضر جلسه في بعض الأوقات ، فراه معين الدين بارعا في علم العربية ، فقال له : "لو تعلمت الحساب لكان أنفع لك في المكانة والرزق !" . فاشتغل بالحساب على معين الدين المستوفي . فلما رأى أنه قد برع في علم الحساب ، وكان معين الدين يطلب الإقالة في كل وقت من السلطان علاء الدين ولم يجب ، فاستناب لمهذب الدين المذكور ، وأظهر انه قد آضر في بصره . ولم يزل معين الدين إلى أن رتبه مستوفيا مستقلا ، فاستقل بالاستيفاء ، فرأى منه السلطان علاء الدين الكفاية ، فاستوزره وعظم شأنه ، وتقدم عنده . ولم يزل إلى أن توفي السلطان علاء الدين وولي ولده غياث الدين كيخسروا ، فاستمر في الوزارة إلى أن توفي في سنة اثنتين وأربعين وستماية.

وفي أوايل هذه السنة ، تقدم فخر الدين طغان البحري على جماعة من الغيارة ، وكبس دنيسر ونهب من بها .، وقتل نحوا من ثلاثين نفرأ ، وأسر جماعة من النصارى . وفي رجوعه حصل بين مقدمي العسكر مشاجرة على المكاسب ، ولم يظهر سوى القليل ، وغضب صاحب ماردين [الملك المظفر قرا رسلان ابن الملك السعيد الأرتقي] لكونه حصلت الغارة على بلده .

صفحہ 185