تاريخ الملک الظاہر

ابن شداد d. 684 AH
108

تاريخ الملک الظاہر

تاريخ الملك الظاهر

اصناف

ذكر وفود شكتاي وأخيه جاورجي على أبواب مولانا السلطان

كان مولانا السلطان لما حل بدمشق ، وافق يوم دخوله إليها أن وفد عليه من أعيان االمغل شكتاي وأخوه جاورجي ، وأخبراه أن الأمير حسام الدين بيجار البابيري مقطع خرتبرت وولده الأمير بهادر عازمون على قصد أبواب مولانا السلطان . وكان السبب في وصول شكتاي وأخيه أن بهادر كان متزوجأ بأختهما ، وكان لهما أخ كافر ، فوصل إليهما ومعه جماعة من أقاربهم وغيرهم ، وطلبوا منهما مالأ وقالوا لهما : " أنتما في الراحة بسكنى المدن ، ونحن في التعب بملازمة البيكار ، فأعطونا مالأ نستعين به ، وإلا أحضروا معنا إلى الأردو بين يدي أبغا ليفصل بيننا وبينكم" . فشاوروا معين الدين سليمان البرواناة في ذلك فأشار عليهم فدفعوا لهم ما التمسوه وتوجهوا . فلما توجهوا ، قال البرواناة لبهادر : "هؤلاء قد توجهوا إلى أبغا ، وما نأمن أن يدعوا علينا أننا باغية فلا نأمن من غايلته" . فاتبعهم هادر وصهراه حتى لحقوا بهم فقتلوهم ، واخذوا ما معهم . وكانت رسل ابغا تردعلى البرواناة تحثه على المسير إليه ، وهو يسوفهم ويمنيهم كل ذلك منتظر لعسكر السلطان الملك الظاهر ، فلما يئس منه توجه إلى أبغا حادي عشر ذي الحجة من السة الخالية ، وصحبته أخت السلطان غياث الدين ، ليدخل بها [ إلى ] أبغا ، وصحب معه من الأموال والتحف ما لا يوصف كثرة ، وتوجه معه خواجا علي الوزير . ولما عزمعلى التوجه حض الأمير بهادر على التوجه إلى مولانا السلطان مع أبيه ، لأنه إن أقام بالبلاد نقم عليه أبغا قتل من قتله من التتر ، فتكون سببا في هلاكه . فتقدم بهادر ل شكتاي وأخيه بالمسير بين يديه إلى السلطان ، ليعرفاه بعزمه وعزم أبيه على التوجه ، ويذكراه بما تقدم للأمير حسام الدين من اليمين . ولما وصلا إليه أكرمهما وأحسن اليهما ، وبعث بهما إلى القاهرة ليجتمعا بالسلطان الملك السعيد ، ويفوزا بتقبيل الأرض بين يديه ، فوصلاها يوم الجمعة ثاني عشر المحرم ، فأقبل عليهما السلطان الملك السعيد ، وأحسن إليهما ثم ردهما إلى أبيه بعد أن أقاما عنده ثلاثة أيام .

صفحہ 153