واربعين الف دينار ذهبا يدفعها سنويا الى بغداد ثم ما لبث ان امتد نفوذه الى الشام وبلاد الحرمين ، وقد اقره الخليفة المتقي بالله العباسي على ذلك وعقد لولديه ابي القاسم وابي الحسن من بعده على ان يكفلهما خادمه كافور الخصي المعروف بالاخشيد (1) وفي هذا العهد قاست مكة كثيرا من لضيق كنتيجة لاضطراب العالم الاسلامي باحداث الاخشيدي وبنى رائق ومنع الحج سنوات طويلة فيما بين عام 332 338.
ولم يعين مؤرخو مكة السنة التي تم الامر فيها للأخشيد على الحرمين لكنه يبدو من تتبع حوادث الاخشيد ان ذلك كان حوالي سنة 331 وهي السنة التي عقد فيها لولدي الاخشيد وذلك في غمرة الضيق الذي ذكرناه.
وما لبثت بغداد ان فكرت في استعادة حكمها على مكة فندبت رجلين من العلويين هما ابو الحسن محمد بن عبد الله وابو عبد الله احمد بن عمر بن يحيى ليقودا حج العراق وزودتهما بما يلزم من الجند والسلاح ليستخلصا مكة وذلك في عام 342 (2) وقد جرى بينهما وبين اصحاب الاخشيد من المصريين قتال شديد ظفر فيه الاخشيد ثم استؤنفت المحاولة في عام 343 فكان الظفر لأصحاب الاخشيد.
ويبدو من هذا ان مكة كما عانت من الضيق من انقطاع المواسم في سنوات فتن الاخشيد وهم بعيدون عنها عانت كذلك بعد اتصالهم بها من حروبهم واهوالهم ما عانته وقد دام ذلك الى نهاية العهد الاخشيدي.
صفحہ 201