170

دراهم وشربة الماء ثلاثة دراهم ، ثم مضى الى جدة فاحتلها واغتصب اموال تجارها واصحاب المراكب فيها ، ثم وافى الموقف والناس بعرفة فافسد فيها وقتل من الحجاج نحو الف ومائة ونهب الناس فهرب الحجاج ولم يقف في عرفة احد سواه وجيشه ثم بعد انفصاله من عرفة رجع الى جدة مرة اخرى وعاث فسادا فيها.

وقد مات اسماعيل في عام 252 بالجدري وماتت ثورته بموته دون ان نعرف اسبابا اخرى واضحة غير الجدري (1) وفي السنة نفسها عقد الخليفة المستعين بالله لابنه العباس على مكة والمدينة والبصرة والكوفة وباشر ذلك غيره.

وولى مكة بعده محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين دون ان يباشرها ويقول الفاسي (2) ان المعتز ولى مكة عيسى بن محمد المخزومي ويذكر ابن الاثير ان المعتز انفذه مع محمد بن اسماعيل لحرب اسماعيل بن يوسف العلوي آنف الذكر.

ثم ولى مكة أحمد بن المنصور العباسي ويعرف بكعب البقر وولى في خلافة المهتدي علي بن الحسن الهاشمي في عام 256 (3).

ولما تولى الخلافة المعتمد العباسي كان اخوه الموفق يقيم في مكة في حكم المبعدين فقد نفاه اليها الخليفة المهتدي ففكر المعتمد في الاستعانة به فأرسل اليه يدعوه من مكة وولاه بوصوله بغداد الجزء الشرقي للمملكة بما فيه أرض الحرمين واستطاع الموفق أن يدعم نفوذه ويسيطر على أمور أخيه يعضده نفوذ الاتراك.

صفحہ 190