تاریخ خلیج اسکندریہ القدیم وترعہ المحمودیہ
تاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية
اصناف
والأرض الشاسعة الواسعة المعروفة بملقة دسيا
7
استعملت كذلك لتغذية المحمودية، وكانت هذه الأرض تستخدم في فصل التحاريق بصفة خزان، فكانوا يملئونها بالماء في وقت الفيضان.
وهذا الماء يلقي فيها ما فيه من الرواسب، وبعد ذلك يصرفونه رويدا رويدا في ترعة المحمودية، وملقة دسيا هذه لعبت إذن هنا نفس الدور الذي لعبته في الأزمنة الخالية بحيرة موريس الكبيرة (في الفيوم في زمن الفراعنة).
وفي سنة 1842م أقيم هويس عند مأخذ مياه المحمودية في العطف فيه تسير المراكب مطلقة الحرية وأيضا هويس آخر في مصبها عند البحر في ميناء الإسكندرية القديم.
ولتغذية الترعة في زمن التحاريق استعملت ترعة الخطاطبة التي مأخذ مائها في هذا الفصل يعلو 7,80 من الأمتار عن المحمودية والخطاطبة تستمد الماء رأسا من النيل، وفي استطاعتها أيضا أن تجعل مياه ترعة المحمودية ترتفع الارتفاع اللازم للملاحة.
ولهذه العملية ضرر لا يستهان به؛ ذلك أن ترعة الخطاطبة هذه تستخدم لري المديرية، ولسهولة هذا الري تقام بين مسافة وأخرى سدود من مدر الأرض وقش الأرز أو حزم الحطب، ومن اللازم فتح هذه السدود بين وقت وآخر لتجري المياه في أجزاء الأرض الأكثر انحطاطا لتأخذ هذه هي الأخرى نصيبها من هذه المياه، وبما أن من كانوا يقومون بعملية الفتح لا يكلفون أنفسهم عناء رفع المدر الذي تتكون منه هذه السدود فتقذفه المياه في المحمودية، وهذا مع طمي المياه الذي يتكدس على مدى السنين ينشأ عنه ردم الترعة ردما شديدا.
ولقد حدث مرارا كثيرة أن جرى الكلام بصدد إزالة هذه الضرر وتحسين ترعة الخطاطبة، ولكن لم يحصل شيء من ذلك. وهذه الترعة مخططة تخطيطا حسنا للغاية وتقريبا بامتداد مستقيم بموازاة النهر لكنها تمتلئ بالردم؛ لأنه يوجد على امتدادها كثير من السدود التي تقام في زمن الفيضان، وهذه السدود تدعو الضرورة لبقائها خوفا من تدفق المياه بكميات كبيرة في المديرية، وبالأخص في ترعة المحمودية التي تصب فيها هذه المياه، فمن الواجب أولا بعد تقوية شواطئ وسنادات الخطاطبة تقوية شديدة إقامة سحارة من الموضع الذي منه تصل مياه هذه الترعة إلى مياه ترعة المحمودية؛ لتمر منها مياه الخطاطبة تحت مياه ترعة المحمودية وتذهب إلى بحيرة إدكو وتنصب فيها.
وعند فتح جمع السدود في وقت الفيضان وبعد زرع الذرة يحدث تيار شديد فيه القوة الكافية لرفع الطمي والرمال الراسبة في قاع الترعة، وبهذه الوسيلة يتم تطهير مجراها بطول امتدادها فلا تعطي المحمودية - سواء أخذت الطبقة العليا من مياهها التي ليس بها إلا القليل من الطمي أم من فوهتها التي بالعطف - إلا القدر الضروري من الماء، وتصريف ماء الخطاطبة هذا في بحيرة إدكو بواسطة السحارة له أيضا فوائد جمة: أولا: صيد السمك في البحيرة الذي يأتي بدخل وافر فيزداد دخله وفورة عندما تصب كميات كبيرة من الماء الحلو في البحيرة ؛ لأن السمك يدخل فيها من البحر من مصب إدكو بكثرة، وطالما طلب صيادو السمك في البحيرة وأهالي ضواحيها وألحوا في طلباتهم بزيادة كميات مياه النيل في البحيرة، ثم إنه مع كرور الأيام ومرور السنين ترتفع أيضا سواحل البحرية بسبب الطمي الذي يجلب إليها وتصير سواحلها بعد بضع سنين صالحة للزراعة.
وبما أن المياه في زمن التحاريق تكون مشوبة بالطمي أقل مما تكون في زمن الفيضان وانحدارها يكون أيضا أقل فلا يوجد أي مانع يحول دون تغذية ترعة المحمودية من ترعة الخطاطبة.
نامعلوم صفحہ