تاریخ خلیج اسکندریہ القدیم وترعہ المحمودیہ
تاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية
اصناف
ويتكون الجسر الذي ناحية السهل من حائط آخر يبعد عن الجسر الأول 50 مترا، وهذه البقعة سميت البوصات بسبب مساحة البوص الواسعة التي ينمو فيها هذا النبات، وهي إحدى بقاع الترعة الأشد انسدادا؛ لأن الأوحال التي نجمت من التطهيرات السنوية كانت دائما تلقى فيها ذات اليمين وذات اليسار داخل نفس الجسور.
ومن نهاية البحيرة تسير الترعة في أرض تفصلها عن بعضها غدران مغطاة بقشرة من الملح سمكها يبلغ من 10 إلى 12 سنتيمترا، وتمر بعد ذلك في وسط غابة من النخل امتدادها نصف فرسخ (2000 متر) تاركة على يمينها عددا كبيرا من الصهاريج بعضها مطبوع بطابع العمارة اليونانية أو الرومانية، ولكن أغلبها شوهته الترميمات التي حدثت في الزمن الحديث.
ويقع على هذا الجزء القريب من الإسكندرية من ناحية اليمين عدة تلال يتخللها عدد كبير من الدور المدمرة، هجرها العرب الذين كانوا آخر من عمرها، وذلك من نحو مائتي أو ثلثمائة سنة، وفي هذه البقعة يوجد عدد كبير من قطع أعمدة الجرانيت وأجزاء أخرى من بقايا صناعة المعمار الإغريقي الذي أنشأ قطر مصر هذا وجمله.
وقاع الترعة على بعد نصف فرسخ (2000 متر) من الإسكندرية منخفض قليلا عن مستوى سطح البحر، لكن ابتداء من هذه النقطة لغاية سور العرب به منحدر عكسي أعني أنه يرتفع كلما تقدم نحو السور.
وفي النهاية تدور ترعة الإسكندرية بعرض 20 أو 25 مترا حول سفح التل الذي نصب فوقه عمود سفير
Sévére «عمود السواري»، وبعد ذلك تضيق كثيرا، وتمر في قلب سور العرب ، وتسير إلى حيث تنتهي في الميناء القديمة تصب فيها بشكل مجرور.
والفرق بين ارتفاع مياه النيل في زمن الفيضان، وزمن التحاريق بجانب مدخل ترعة الإسكندرية أربعة أمتار في السنين العادية، ومتوسط عمقها في هذه الترعة متى بلغ أقصى حد يكون زهاء متر واحد أو ستة أعشار المتر.
وتظهر زيادة النهر السنوية في الرحمانية بين 10 و20 يوليه، وقبيل آخر الشهر الذي يليه؛ أي: أغسطس، تصل إلى مدخل ترعة الإسكندرية، وبعد ذلك تستمر شهرا واحدا في جولتها في الترعة؛ لأنها تبطئ في السير بسبب عدم تساوي انحدار قاع الترعة وبالأخص لكثرة اعوجاجها، إذ إن امتداد الترعة يبلغ عشرين فرسخا (80000 متر)، في حين أن المسافة بين طرفيها لم تكن سوى خمسة عشر فرسخا (60000)، وعلى ذلك لا تصل المياه إلى الإسكندرية إلا قبيل 20 سبتمبر، وبما أن هبوط مياه النيل يكون في الرحمانية في 5 أكتوبر فيتبين من ذلك أن الملاحة لا تمكث في الترعة إلا 20 أو 25 يوما.
ومتى وصلت المياه إلى الإسكندرية تدخل في أربعة مجار صغيرة سائرة تحت الأرض، ومداخلها موزعة على امتداد نصف فرسخ (2000 متر) من الإسكندرية قبل مصب الترعة، وتسير المياه في هذه المجاري الصغيرة إلى أن تصل إلى أحواض فترفع منها بواسطة (سواقي طارة) بقواديس، وتصبها في مساقي صغيرة توزعها في مختلف الصهاريج بالمدينة، وهذه السواقي البالغ عددها 72 ساقية تدار بالخيول والثيران التي توردها مديرية البحيرة سنويا لهذا العمل بطريقة جبرية.
ومن وقت غير بعيد كان عدد الصهاريج المخصصة لخزن الماء 360 صهريجا، والآن لا يتجاوز عدد هذه الصهاريج 308 تقريبا، وسينقص عددها سريعا؛ لأنها صنعت من زمن بعيد جدا، ولم يعد يحدث فيها أي ترميم من أمد مديد، وكان هنالك أيضا عدد أكبر من المساقي لتحويل المياه، لكن البعض منها انسد والبعض الآخر لم يعد يصل إلا إلى بعض البساتين الخاصة.
نامعلوم صفحہ