تاريخ جنون
تاريخ الجنون: من العصور القديمة وحتى يومنا هذا
اصناف
7,6٪
6,5٪
وباختلاف بعض المتغيرات، نجد المنحنى نفسه في كل مصحة للأمراض العقلية. ومرورا، كان لا بد من ملاحظة أن خلل جميع وظائف الجسم ليس ظاهرة جديدة في المصحات العقلية، كما سبق أن رأينا، وهو الأمر الذي فعله بعض الأطباء في ذلك الوقت. ويعلق بيير شيرير:
39 «بل هو مشكلة طالما وجدت داخل المصحات النفسية كنتيجة للمرض العقلي»؛ ولذلك وجد خلل وظائف الجسم تربة خصبة للانتشار بسبب سوء التغذية. ولقد استطاع بعض المديرين التصرف بصورة أفضل من الباقين (أو على الأقل خصصوا مزيدا من الوقت). إلا أن الخطة البديلة كانت صعبة للغاية، بل مستحيلة على مستوى عدة مئات من المرضى. فقد كانت تفترض في جميع الأحوال مبادرات جريئة، بعيدا عن الأساليب الإدارية. كانت تلك هي حالة مصحة روديز الصغير؛ حيث نظم كبير الأطباء والمدير هناك - الطبيب جاستون فيرديير - سوقا سوداء حقيقية للبطاطس مقابل التبغ الذي كان يمنعه عن بعض فئات المرضى.
40
وإلى حصص التغذية غير الكافية بصورة مأساوية، يزيد - أو ينقص - نوع من التبديد العام. ورغم أنها ليست بالظاهرة الجديدة، فإنها تضاعفت في سياق من النقص والاحتياج العام. من ناحية، كانت هناك الاقتطاعات المصرح بها: الوجبات التي تقدم إلى العاملين وأسرهم (200 وجبة بمصحة لواز للأمراض العقلية)، وأيضا بيع أو توزيع المحاصيل والفحم على العاملين. في كليرمون بمقاطعة إلواز، اتسعت هذه الاقتطاعات إلى حد كبير حتى أطلق على المؤسسة اسم «سامار»
41 (إقليم بالفلبين). بالطبع لم تكن مصحة كليرمون استثناء. ومن ناحية أخرى، كان هناك الكثير من الالتفاف: محاصيل مزيفة في المزارع والأراضي الزراعية بالمصحات العقلية، استقطاعات على اللحوم تخصص للمطابخ (أفضل القطع)؛ حيث انخرط بعض الطباخين في العمل بالفعل في السوق السوداء. ويطالب منشور وزاري بتاريخ الثالث من مارس 1942 المفتشين المحليين للصحة بالتأكد من أن «المنتجات التي تسلم إلى هذه المؤسسات تكون محفوظة ومخصصة للمرضى.» ومن ثم كان على مديري المصحات القيام «بحملات تفتيشية مفاجئة وقت الوجبات للتأكد من أنها توزع على المرضى.»
42
ويروي جاستون فيرديير في مذكراته عن وصوله إلى مصحة روديز في يوليو 1941: «جمعت كل العاملين، وقلت إنه ليس من المقبول أن نحيا على الغذاء الموجود في المصحة.»
43
نامعلوم صفحہ