تاریخ اسلامی: مقدمہ قصیرہ

اناس مغربی d. 1450 AH
24

تاریخ اسلامی: مقدمہ قصیرہ

التاريخ الإسلامي: مقدمة قصيرة جدا

اصناف

الأول ، فإن بعض مصادرنا عن المجتمعات الإسلامية هي وثائق وتقارير أوروبية. على سبيل المثال، ترك لنا جان شاردان (الذي توفي عام 1713) سردا عن رحلاته من فرنسا إلى الشرق الأدنى وإيران، جاء في عشرة مجلدات. بالمثل، تأتي معرفتنا بالعلاقات الأوروبية-العثمانية من الوثائق الأوروبية والعثمانية أيضا. الأمر نفسه ينطبق على مجتمعات دول البحر الأبيض المتوسط في الفترات السابقة عندما تفاعل المسيحيون من جنوب أوروبا والمسلمون من شمال أفريقيا والشرق الأدنى على نحو متكرر؛ تاركين كما وفيرا من الآثار الأدبية والوثائقية عن هذا التفاعل يمكن للمؤرخين الآن الاستفادة منه. ومن هذا السياق يأتي أحد أهم مصادرنا عن التاريخ الإسلامي، وهي جنيزة القاهرة. يستحق هذا المصدر - الذي لا مثيل لطبيعته ومحتوياته في المجتمعات الأوروبية - تسليط الضوء عليه في هذا الفصل.

تتكون جنيزة القاهرة من نحو 250000 مخطوطة اكتشفت في معبد يهودي مصري في نهاية القرن التاسع عشر. يعارض اليهود (والمسلمون أيضا) التخلص من الوثائق التي يذكر فيها اسم الله. ولهذا السبب، تودع الوثائق الدينية التي لم يعد يرجى منها فائدة (لأنها ممزقة أو غير ذات صلة) في مكان آمن. ويبدو أن اليهود في القاهرة الفاطمية قد وسعوا هذا النطاق ليشمل الوثائق التي تتعلق بالله أو بالقضايا الدينية بوجه عام، بل والوثائق المكتوبة بالأبجدية العبرية (المقدسة في نظرهم). ولأن اليهود الذين عاشوا في الأراضي الإسلامية عادة ما كانوا يكتبون باللغات المحلية (مثل العربية والفارسية) مستخدمين الحروف الأبجدية العبرية، تضم جنيزة القاهرة مجموعة من الوثائق فائقة التنوع تتعلق بكل جوانب الحياة في ظل الإسلام في مصر الفاطمية، وفلسطين، وسوريا، وكذلك جنوب أوروبا، وشمال أفريقيا، واليمن، وأراضي أخرى كان هذا المجتمع اليهودي على صلة بها. ومع أن معظم المصادر الواردة من الأراضي الإسلامية قد كتبتها يد النخبة المثقفة، تضم مصادر الجنيزة بوجه عام سجلا لأحداث الحياة اليومية بين عامة الناس، وتمدنا بعرض سريع ثري بالتفاصيل للتاريخ الإسلامي فيما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر. «في أرض قديمة» رواية تاريخية للروائي أميتاف جوش اعتمدت على هذه الوثائق؛ وكتاب «مجتمع بحر أوسطي» الواقع في خمسة مجلدات للمؤرخ شلومو جويتين هو تحليل وإعادة بناء بارعة لحياة أولئك الذين أسهموا في تكوين الجنيزة. لذا فالجنيزة هي أهم مصادرنا لتكوين رؤية تصاعدية للتاريخ الإسلامي.

الفترة ما بين عامي 800-1100 التي ترجع إليها العديد من وثائق الجنيزة هي أيضا الفترة التي تنعكس فيها الرؤية التنازلية للتاريخ الإسلامي في مجموعة هائلة من الأعمال الأدبية كادت جميعها تكتب باللغة العربية (الاستثناءات العارضة كانت أعمالا فارسية من الشرق). وبسبب الثورة الورقية المشار إليها في الفصل

الأول

من ناحية، والمسار الممتد حتما الذي تتطورت خلاله مثل هذه الموروثات المركبة والمعقدة، فإن أي عمل ذا أهمية أساسية للفقه الإسلامي، واللاهوت، والدراسات القرآنية وعلم الحديث، والتأريخ - الأكثر أهمية لنا - يرجع إلى هذه الفترة. قبل ذلك الحين، كانت الوثائق الإدارية هي وحدها التي تدون بانتظام. جدير بالملاحظة أنه حتى الأعمال المنسوبة للمؤلفين الأوائل ارتبطت بالكتابة أول ما ارتبطت في هذه الفترة. من المؤكد أن المسلمين كتبوا أعمالا في الفترة من عام 600 إلى عام 800؛ فبعض أجزاء القرآن نفسه وبعض قصائد الشعر الإسلامي الأولى مثلا يمكن القول استنادا إلى دليل داخلي (هو أنه يغلب عليها ألفاظ مهجورة لغويا) أنها كتبت قبل القرن الثامن، لكن لا يوجد الكثير بخلاف ذلك. نقل ابن إسحاق (الذي توفي عام 767) إلى تلاميذه سيرة محمد، وقرأها الناس (في صورة كتاب) وتحدثوا عنها، وأعادوا صياغتها. ونحن نعلم عن هذا الأمر ليس لأن سيرة ابن إسحاق قد بقيت، وإنما لأن إحدى النسخ المنقحة التالية - التي كتبها ابن هشام (الذي توفي عام 838) - باقية. حتى الشعر العربي الجاهلي المعروف لنا هو شعر جاهلي «كما حفظه أدباء القرن التاسع». وهكذا فإن المصادر الأدبية من الفترة 800-1100 ذات أهمية كبيرة لنا، لإعادة تجميعها الأمور التي وقعت في الفترة السابقة لها. يثير هذا الأمر العديد من الأسئلة (التي تؤدي بدورها إلى العديد من الإجابات) المهمة جدا في دراسة التاريخ الإسلامي كما سنرى الآن.

مصادر الفترة 600-800 (وأوجه قصورها)

في عام 1972 اكتشفت «جنيزة» إسلامية في اليمن تحتوي على عشرات الآلاف من المخطوطات القرآنية التي يرجع تاريخ بعضها إلى نهاية القرن السابع وبداية القرن الثامن. حتى ذلك الحين، كان دليلنا الأول على الآيات القرآنية يأتي من قبة الصخرة في القدس (نحو عام 692)، أما «اللغة» الإسلامية الأولى والثقافة بوجه عام فنقلت إلينا من آلاف الوثائق التي لا تزال باقية (وهي في الأغلب ورق البردي من مصر) والنقود المعدنية من القرنين السابع والثامن. يخبرنا ورق البردي شيئا عن إدارة مصر منذ القرن الأول للحكم الإسلامي، موضحا كيف غير أو لم يغير ظهور الإسلام هناك من الأوضاع القائمة على أرض الواقع. وتوجد النقود المعدنية من مختلف أنحاء الخلافة بأعداد هائلة، وهي تخبرنا بمعلومات عن الخلفاء، والولاة، والمتمردين ضعاف التأثير في الأقاليم البعيدة. تمدنا التواريخ الخاصة بعهد أحد الحكام، والألقاب التي اختارها لنفسه، والنقوش التي حفرها على عملاته بتفاصيل ترتبط بالمشهد السياسي في زمان ومكان معينين.

لكن حتى عند تجميع هذه المصادر، فإنها لا يمكن أن تمدنا بسرد تفصيلي متواصل للقرن الأول أو نحو ذلك من التاريخ الإسلامي. ولهذا السبب لا بد أن نعتمد على السجلات الأدبية الغزيرة والمفصلة إذن لهذه الفترة، والمكتوبة (على الأقل في شكلها الحالي) في الفترة من عام 800 حتى عام 1100. يخبرنا القرآن بالقليل عن محمد وظهور الإسلام؛ وتأتي الأحاديث المروية عن محمد وأصحابه، وسيرة محمد، وأخبار الفتوحات الإسلامية الأولى هي التي تملأ هذه الفجوات. تتميز تسجيلات الأحداث العربية بأنها مفصلة للغاية وتطرح المعلومات الخاصة بتلك المصادر الأخرى ضمن إطارها التاريخي الأعم، فتبدأ غالبا بخلق العالم وتستمر في القرنين التاسع والعاشر. أما من حيث الكم، فإننا نستفيد من المصادر التي تصف هذه الفترة أكثر من مؤرخي غرب أوروبا، أو بيزنطة، أو الهند، أو الصين في الفترة نفسها. وتلك هي الأخبار السارة. أما الأخبار الأقل إثارة للسرور فهي أن هذه المصادر تكتنفها إشكاليات تأريخية على نحو ما حدده (عموما لا حصرا) الباحثون المعاصرون.

شكل 4-1: «تانكا» ذهبية لسلطان دلهي قطب الدين مبارك شاه الأول (الذي حكم البلاد من عام 1317 حتى عام 1321). تعكس فئة «التانكا» وكذلك شكلها المربع التأثير الهندي فيما قبل العصر الإسلامي. أما النقش العربي على العملة - الذي يوصف فيه السلطان بأنه «أمير المؤمنين» و«الخليفة» - فهو لا شك إسلامي.

1

نامعلوم صفحہ