تاریخ اقتصادی عالمی: مقدمہ قصیرہ
التاريخ الاقتصادي العالمي: مقدمة قصيرة جدا
اصناف
بمقدار 85٪، وهذا الانخفاض يمثل مقياسا للمكسب المتحقق من كفاءة استخدام طريق بحري بالكامل. في القرن السادس عشر، لم يستفد من الانخفاض في تكلفة النقل سوى البرتغاليين؛ حيث إن الشركة التجارية المملوكة للدولة آنذاك أبقت على سعر الفلفل في حدود أسعار القرون الوسطى واحتفظت بالفارق كأرباح، ولم يتحطم ذلك الاحتكار البرتغالي البحري وتنخفض الأسعار الأوروبية بمقدار الثلثين إلا بظهور شركتي الهند الشرقية الإنجليزية والهولندية في أوائل القرن السابع عشر. أما السعر الحقيقي الذي تلقاه التجار الهنود فلم يزد إلا زيادة طفيفة؛ حيث جنى المستهلكون الأوروبيون معظم فوائد تحقيق الكفاءة في التجارة مع آسيا.
شكل 2-1: سعر الفلفل، معدلا وفق مستوى الأسعار في عام 1600.
اقترح البحار كريستوفر كولومبس - وهو من مدينة جنوة - الطريق البديل للإبحار غربا من أوروبا إلى آسيا مباشرة، وقد أقنع كولومبس الملك فرديناند والملكة إيزابيلا في إسبانيا بتمويل رحلته، ورست سفن كولومبس في جزر البهاما في 12 أكتوبر 1492، مقتنعا بأنه وصل إلى الهند الشرقية، لكنه في الحقيقة كان قد «اكتشف » الأمريكتين - الحدث الذي غير من تاريخ العالم.
أطلقت رحلات كولومبس ودا جاما صراعا حول إقامة الإمبراطوريات، وكان البرتغاليون والإسبان هم أول الفائزين. في معركتي ديو (1509 و1538)، استطاعت القوات البرتغالية هزيمة القوات الفينيسية والعثمانية والآسيوية، ورسخت سيطرتها في منطقة المحيط الهندي. توغل البرتغاليون شرقا في اتجاه إندونيسيا، حيث أقاموا سلسلة من المستعمرات إبان ذلك. في نهاية المطاف، وصل البرتغاليون إلى جزر التوابل الأسطورية (أي جزر الملوك في إندونيسيا)؛ حيث كانت تزرع بذور جوزة الطيب والقرنفل وقشور جوزة الطيب، وقد اكتشف البرتغاليون البرازيل مصادفة في عام 1500، والتي صارت أكبر مستعمراتهم.
كانت إمبراطورية إسبانيا أكثر ثراء، وتمثلت أعظم نجاحات إسبانيا في غزو إمبراطورية الأزتك في عام 1521 على يد هرنان كورتيس، وإمبراطورية إنكا بعد 11 عاما على يد فرانثيسكو بيثارو. في كلتا الحالتين، هزمت قوات إسبانية قليلة العدد جيوشا ضخمة من السكان الأصليين، من خلال استخدام الأسلحة النارية والجياد والخداع والجدري. أدى نهب إمبراطورياتي الأزتك والإنكا إلى إثراء إسبانيا ثراء فاحشا في الحال، وقد تبع تلك الغزوات اكتشاف مناجم هائلة للفضة في بوليفيا والمكسيك، وقد ساهم تدفق الفضة إلى إسبانيا في تمويل جيش هبسبورج الذي كان يحارب البروتستانتيين عبر أوروبا، كما وفر السيولة النقدية للأوروبيين لشراء السلع الآسيوية، وأطلق عقودا من التضخم صارت تعرف باسم ثورة الأسعار.
أما الإنجازات الإمبراطورية للأوروبيين الشماليين، فكانت متواضعة في القرن السادس عشر. أرسل الإنجليز جيوفاني كابوتو (جون كابوت) غربا في عام 1497؛ حيث وصل كابوت إلى جزيرة كيب بريتون، أو نيوفاوندلاند، وقد عد ذلك اكتشافا على الرغم من أن بحاري إقليم الباسك كانوا يصيدون في منطقة جراند بانكس لقرون. كما أرسل الفرنسيون بدورهم جاك كارتييه إلى كندا في ثلاث رحلات بحرية خلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن السادس عشر، ولم تكن تجارة الفراء مع السكان الأصليين ذات قيمة كبيرة بالنسبة للفرنسيين مقارنة باكتشاف المكسيك أو جزر الملوك.
لم يصبح الأوروبيون الشماليون قوى استعمارية ذات ثقل حتى القرن السابع عشر، وكانت المنظمة المفضلة لديهم هي شركة الهند الشرقية التي جمعت بين النشاط الاستعماري والنشاط التجاري الخاص. كانت هذه الشركات عادة شركات مساهمة ذات رأس المال مرتفع تمارس الأنشطة التجارية في آسيا أو الأمريكتين، وكانت تمتلك قوات عسكرية وبحرية، وأقامت مواقع تجارة محصنة خارج أراضيها. امتلكت جميع القوى الشمالية شركات كهذه، وقد تأسست شركة الهند الشرقية الإنجليزية في عام 1600، ثم نظيرتها الهولندية بعدها بعامين.
أنشأت شركة الهند الشرقية الهولندية إمبراطورية هولندية في آسيا على حساب البرتغاليين؛ فقد استولى الهولنديون على جزر الملوك في عام 1605، وملاكا في عام 1641، وسيلان في عام 1658، وكوتشن في عام 1662. وقد جعل الهولنديون جاكرتا عاصمة مستعمراتهم الإندونيسية في عام 1619، واستولى الهولنديون أيضا على البرازيل في ثلاثينيات وأربعينيات القرن السابع عشر، كما استعمروا جزر إنتاج السكر في الكاريبي، وأنشئوا مدينة نيويورك في عام 1624، ومستعمرة كيب في جنوب أفريقيا في عام 1652.
أقام الإنجليز أيضا إمبراطورية في القرن السابع عشر. في آسيا، هزمت شركة الهند الشرقية الإنجليزية البرتغاليين في معركة سوالي البحرية التي تقع قرابة سورات في عام 1612، تلا ذلك تأسيس مواقع تجارية محصنة في سورات (1612)، ومدراس (1639)، وبومباي (1668)، وكلكتا (1690). بحلول عام 1647، وصل عدد منشآت شركة الهند الشرقية في الهند إلى 23 منشأة. وفي الأمريكتين أقام عدد كبير من الأفراد والجماعات عدة مستعمرات، وقد أقيمت أول مستعمرتين ناجحتين، جيمس تاون وفرجينيا، في عام 1607، أتت على إثرهما المستعمرة الأسطورية بلايموث في عام 1620، ثم مستعمرة ماساتشوستس باي الأكثر أهمية بعد عشر سنوات، ثم استولت إنجلترا على جزر البهاما وعدد من الجزر في منطقة الكاريبي خلال عقدي العشرينيات والثلاثينات من القرن السابع عشر، ثم انضمت جامايكا إلى سلسلة المستعمرات في عام 1655.
توسعت الدولة الإنجليزية في بناء إمبراطوريتها خاصة على حساب الهولنديين. اتخذ أوليفر كرومويل الخطوات الأولى خلال فترة الكومنولث (1640-1660)، واستمرت عملية التوسع بعد عصر استعادة الملكية، وقد ازداد الإنفاق على البحرية زيادة هائلة، ومرر قانون الملاحة الأول في عام 1651، وكان هذا الإجراء الاتجاري يهدف إلى استبعاد الهولنديين من التجارة مع مستعمرات الإمبراطورية الإنجليزية. اندلعت الحرب الإنجليزية الهولندية الأولى (1652-1654) لأسباب تجارية، لكنها فشلت فشلا ذريعا. وبعد استعادة الملكية خلال عهد الملك تشارلز الثاني الذي بدأ عام 1660، أعيد تطبيق قوانين الملاحة وتوسيع نطاقها، وازداد حجم البحرية (التي أصبحت تحمل صفة «الملكية»)، وخاضت بريطانيا المزيد من الحروب ضد الهولنديين في 1665-1667 و1672-1674. استولت إنجلترا على نيويورك في عام 1664، وأقيمت المستعمرات الإنجليزية بطول الساحل الأمريكي من جورجيا إلى مين، وقد نما اقتصاد المستعمرات البريطانية نموا سريعا من خلال تصدير التبغ والأرز والقمح واللحم إلى إنجلترا والكاريبي. وبحلول عام 1770، بلغ تعداد سكان أمريكا المستعمرة البريطانية 2,8 مليون نسمة، أو ما يقدر بنصف تعداد سكان إنجلترا.
نامعلوم صفحہ