تاریخ ابن خلدون

شكيب أرسلان d. 1368 AH
129

تاریخ ابن خلدون

تاريخ ابن خلدون

اصناف

ومنهم المولى عطاء الله معلم السلطان سليم الثاني، وكان يعلمه عندما كان أميرا على مغنيسيا، فلما جلس على كرسي السلطنة حظي عنده وصار يشاوره وصار يقدم رجاله، وربما قدم غير المستحق على المستحق فخاض الناس في عرضه ونسبوه إلى التعصب، ولما مات كانت له جنازة حافلة وصلى عليه المفتي أبو السعود ونزل السلطان إلى الباب العالي بنفسه.

ومنهم الشيخ رمضان وكان خطيبا في جامع أحمد باشا في جورلو وتوفي هناك وكانت له تآليف وحواش.

ومنهم بير أحمد المشهور ب«ليث زاده» كان أبوه قاضيا في مصر وقضى حياته في التدريس.

ومنهم المولى سنان وكان أيضا من المدرسين المعروفين، ومن مزاياه أنه كان يسعى في مصالح الناس مقصدا لذوي الحوائج.

ومنهم علاء الدين علي بن محمد المعروف ب«حناوي زاده» وكان مدرسا في إحدى المدارس الثمان، ولما بنى السلطان سليمان المدرستين اللتين بناهما غربي جامعه الكبير أعطاه إحداهما ثم تولى القضاء في دمشق ثم في بروسة ثم في أدرنة، ثم في القسطنطينية ثم صار قاضي العساكر، وكان من فحول العلماء، وقد جمع الأدب إلى العلم وله بدائع النظم، وله كتب كثيرة.

ومنهم الشيخ يعقوب الكرماني وكان أبوه من الجند، ولكنه رغب في العلم والعبادة.

ومنهم محمد بن خضر شاه المعروف ب«ابن الحاج حسن» وكان مدرسا شهيرا ثم تقلد قضاة المدينة المنورة ثم قضاء مكة المشرفة.

ومنهم مصلح الدين اللاري نسبة إلى اللار بالراء المهملة، وهي مملكة بين الهند وشيراز، جاء من بلاده إلى القسطنطينية ثم خرج إلى ديار بكر وآمد ومات هناك، وله تآليف وحواش على الكتب المشهورة، وأراد معارضة المفتي أبي السعود في قصيدته الميمية فقصر عنه.

ومنهم الشيخ أبو سعيد بن الشيخ صنع الله، أصله من بلاد تبريز وكان من المرشدين، ومن الأجواد، وكانت له كلمة نافذة عند الملوك.

ومنهم شمس الدين أحمد بن مصلح الدين المشتهر بمعلم زاده يقال إنه من ذرية إبراهيم أدهم رضى الله عنه، وكان مدرسا ثم تولى القضاء، وما زال يرقى في القضاء حتى تولى قضاء عسكر الرومللي. قال صاحب العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم: إنه كان مجبولا على اللطف والكرم غير أن فيه طمعا زائدا وحرصا وافرا سامحه الله أولا وآخرا.

نامعلوم صفحہ