تاریخ حرب بلقان اول
تاريخ حرب البلقان الأولى: بين الدولة العلية والاتحاد البلقاني المؤلف من البلغار والصرب واليونان والجبل الأسود
اصناف
ونحو الغروب دخلت الجنود اليونانية ألاصونا حيث وجدت سبعة مدافع وأسرت أربعين جنديا، أما خسارتها فبلغت ثلاثة ضباط و15 قتيلا ومائة جريح.
ثم ضم ولي العهد قواته وزحف في 21 أكتوبر، وما كان 22 منه حتى التقى بمعظم القوة العثمانية، فاشتد وطيس القتال منذ الصباح عند مضيق ساراندوبوروس، فلبثت القوات اليونانية تهاجم العثمانيين من أمام ومن الميمنة والميسرة حتى الساعة التاسعة مساء، فلم يسع القوات العثمانية إلا التقهقر برغم مواقعها المنيعة، فغنم اليونانيون عشرين مدفعا جبليا ومقدارا كبيرا من الذخائر والمركبات، ولكنهم دفعوا ثمنها 18 ضابطا و169 جنديا قتيلا و1077 جريحا بينهم 40 ضابطا.
وفي اليوم التالي لتلك المعركة واصلوا السير إلى سرفنجه ودخلوها نحو الساعة العاشرة مساء، وذكر الكولونل بوكابيل أنهم وجدوا فيها سبعين جثة من نساء وأطفال ورهبان، فهاجوا أشد الهيجان ولبثوا يزحفون ليلا حتى كان صباح اليوم التالي أي 23 أكتوبر، فأدركوا عددا من الجنود العثمانية متقهقرة بلا نظام فأسروا 700 رجل بينهم أميرالاي وسبعة ضباط وعدد من المدافع والأسلحة والمركبات، واحتلوا البلاد التي كانت في طريقهم؛ لأن الجنود العثمانية لم تقف لصدهم وقفة تذكر هناك.
ثم تمهل ولي العهد بجيشه ليتخذ أهبة الزحف إلى سلانيك. (2) معركة ينيجه واردار
تسليم سلانيك
تقدم ولي عهد اليونان قاصدا ينيجه واردار حيث تمكن حسن تحسين باشا من جمع نحو 30 ألف رجل ونحو 30 مدفعا، وبعد مناوشات قليلة الشأن ومصاعب جمة في الطريق وصل ولي عهد اليونان إلى جهة العثمانيين، ونشب القتال في 2 نوفمبر فأظهر العثمانيون حزما وثباتا، ثم غابت شمس ذاك اليوم والجيش اليوناني لم يقدر على زحزحة تلك القوة العثمانية.
ولما لاح صباح اليوم التالي عاد القتال شديدا، ووصلت فرقة يونانية جديدة وهجمت على ميسرة العثمانيين، فترك هؤلاء مواقعهم بعد خسارة 2000 رجل بين قتيل وجريح و500 أسير و14 مدفعا و4 من طراز الميتراليوز.
أما خسارة اليونانيين فقد بلغت حسب إحصائهم الرسمي 38 ضابطا و937 جنديا بين قتلى وجرحى. •••
بعد تلك الوقعة بات موقف سلانيك من أصعب المواقف، وانقطع حبل الرجاء بين يدي تحسين باشا، فمن جهة البحر هجمت سفينة توربيدية على بارجة عثمانية كانت راسية في مياه سلانيك ومهددة لكل عدو يأتي غربا، فأغرقتها وأنقذت الجنود اليونانية من خطرها، ثم جاءت الطرادة أفيروف وثلاث سفن للتوربيد فضربت الحصون العثمانية، ومن الجهة الشمالية الغربية برا وصلت قوة من فرسان الصرب بعد أن طاردت الجنود التركية التي حاولت الخلاص من تلك الجهات، ووصلت أيضا قوة بلغارية من الجهة الشمالية والشمالية الشرقية. وزد على هذا كله أن قوة من اليونان نزلت من طريق البحر وأخذت تتقدم نحو سلانيك، فالأعداء إذن في كل جهة.
لما رأى ولاة الأمور الملكيون وقناصل الدول ذاك الموقف واستشعروا أن قلوب الأهالي انخلعت فرقا من حدوث مذبحة هائلة في شوارع سلانيك، شرعوا يبذلون الجهد لدى تحسين باشا ليحملوه على التسليم، وأظهروا له أن وصول تلك القوات الزاحفة نحو المدينة لا يبقي أملا في إنقاذها بالسيف، ولا سيما أن الجنود العثمانية لم يكن عندها مدافع ولا ذخائر كافية، وكتب مراسل البرلينر الألمانية في هذا الشأن قال: «إن عددا جما من الجنود قدم سلانيك وهو في حالة تدمي العيون والقلوب، فكان منظر هؤلاء القادمين من ضعفاء وهاربين يذكرنا بجنود نابليون يوم تقهقرت من روسيا، وكنا حيثما نذهب نجد أشلاء الرجال والخيل، ولقد مات أمس خمسون جنديا من شدة البرد ...»
نامعلوم صفحہ