تاريخ حرکت قومیہ فی مصر
تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة: من فجر التاريخ إلى الفتح العربي
اصناف
لم يبق قمبيز طويلا بعد إخفاقه في فتح النوبة وسيوة وعاد أدراجه إلى فارس، فمات في الطريق سنة 522ق.م، وقيل إنه مات منتحرا إذ كانت تصيبه نوبات عصبية.
وقد عزي انتحاره إلى إخفاقه في حملته على النوبة، وحملته الأخرى على واحة سيوة.
وخلفه ابنه «دارا» الأول.
وقد أراد «دارا» أن يستميل إليه المصريين ويخفف عنهم وطأة الهوان الذي لاقوه من الغزو، فرفع عنهم بعض القيود، وجاء إلى مصر زائرا سنة 518ق.م، وأمر بتغيير سياسة أبيه قمبيز وقرر إصلاحات جزئية.
ولكن المصريين ظلوا على سخطهم على الاحتلال الأجنبي، وأخذوا يعدون العدة للتحرر منه.
هذا، ولا يغض الغزو الفارسي من مكانة المصريين ومبلغ حيويتهم.
فإن فارس كانت الدولة المتفوقة حربيا في ذلك العصر، وكانت ولا ريب أقوى من مصر وقتئذ، كما لم يطعن في حيوية الشعوب الأوروبية أن خضعت وقتا ما للإمبراطورية الرومانية؛ إذ كانت أقوى دولة في العالم.
والإمبراطورية الرومانية ذاتها على ما بلغته من قوة وسطوة قد استهدفت في القرن الخامس بعد الميلاد لغزوات أقوام من الهمج انقضوا عليها فدمروها ودكوا معالمها ومزقوا أوصالها، ومن بقاياها نشأت القوميات الأوربية. (2) ثورات الشعب على الاحتلال الفارسي
لم يقبل الشعب المصري الاحتلال الفارسي وظل يكافحه، وتتابعت ثوراته بين حين وآخر. (2-1) الثورة الأولى ضد الفرس (سنة 486ق.م)
إن أول ثورة شبت ضد الاستعمار الفارسي كانت سنة 486ق.م، في عهد الملك دارا الأول، فقد كان مشغولا بإعداد المعدات للزحف بقواته البرية والبحرية على بلاد الإغريق (اليونان).
نامعلوم صفحہ