8
وغير ذلك، وقد توفي سنة 726 ومكان لحده مجهول.
شيخ الشيوخ
الشيخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري بن محمد بن عبد المحسن المعروف بشيخ الشيوخ بحماة، كان مولده بجمادى الأولى سنة 586، وكان دينا فاضلا متقدما عند الملوك، وله النثر البديع والنظم البديع، غزير العقل عارفا بتدبير المملكة. ومما وصفه به صاحب فوات الوفيات قوله: هو الإمام العلامة الأديب الشاعر ابن القاضي عبد الله الأنصاري، رحل فيه والده وأسمعه المسند كله من عبيد الله بن أبي المجد الحربي، وقرأ كثيرا من كتب الأدب على الكندي، وسمع من جماعة، وبرع في العلم والأدب، وكان من الأذكياء المعدودين، وله محفوظات كثيرة. سكن ببعلبك مدة، وسكن دمشق، ثم سكن حماة. وكان صدرا كبيرا نبيلا معظما وافر الحرمة كبير القدر. روى عنه الدمياطي، وأبو الحسن اليونيني، وابن الظاهري، وقاضي القضاة بدر الدين بن جماعة. وقال الشيخ صلاح الدين الصفدي: لا أعرف في شعراء الشام بعد الخمسمائة وقبلها من نظم أحسن منه ولا أجزل ولا أفصح ولا أصنع ولا أسرى ولا أكثر؛ فإن له في لزوم ما لا يلزم مجلدا كبيرا، وما رأيت له شيئا إلا وكتبته لما فيه من النكت والتوريات الفائقة والقوافي المتمكنة والتركيب العذب واللفظ الفصيح والمعنى البليغ. فمن ذلك قوله:
أفنيت عمري في دهر مكاسبه
نطيع أهواءنا فيه وتعصينا
تسعا وعشرين مد الهم شقتها
حتى توهمتها عشرا وتسعينا
قلت: وكتب الأدب طافحة بأشعاره، ففي خزانة الأدب وبديعية النابلسي منها شيء كثير، وقد رأيت في حماة جزءا مختصرا من أشعاره غير مطبوع. وقال السبكي في الطبقات: ولد سنة ست وثمانين وخمسمائة، كان من أذكياء بني آدم، وسمع من ابن كليب، ومن أبي اليمن الكندي، وأبي أحمد بن سكينة، ويحيى بن الربيع الفقيه وغيرهم، وبرع في الفقه والشعر وحدث كثيرا، وتوفي سنة اثنتين وستين وستمائة. ومن بديع قوله:
يا نظرة ما جلت لي حسن طلعته
نامعلوم صفحہ