إلى أن قال:
قال البشر. كم لعمر. يوم أغر.
وهكذا مشى في مدحه على هذا النمط. وقد قضى هذا الملك أيامه في الحروب، توفي سنة 587، وقد مر ذكره، وهو الذي حفر خندق قلعة حماة مائة ذراع وفصل الباشورة عن القلعة.
الملك المنصور
محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر، ملك كريم النفس شجاع، عالم يحب العلماء، سمع الحديث في الإسكندرية من الحافظ السلفي، وجمع من الكتب ما لا مزيد عليه، وممن كان يلازمه من العلماء سيف الدين الآمدي، وكان في خدمته في حماة قريب من مائتي عالم من نحاة وفقهاء. كانت حماة في أيامه زاهرة بالعلم. وله باع طويل في التأليف، فمن تآليفه تاريخ كبير على عدد السنين في عدة مجلدات فيه فوائد عظيمة. وكتاب مضمار سر الحقائق وسير الخلائق كبير نفيس يدل على فضل مؤلفه. قال صاحب فوات الوفيات: لم يسبق الملك المنصور إلى هذا الكتاب. وقال الشيخ شهاب الدين القوصي: قرأت على الملك المنصور قطعة من كتاب مضمار سر الحقائق فوجدته لم يسبق إلى مثله.
وله كتاب طبقات الشعراء في عشرة مجلدات. وكان مع ذلك له عناية كبرى بإعمار بلده والنظر في مصالحها، وكان له نظم جميل منه:
سحا الدموع فإن القوم قد بانوا
وأقفر الصبر لما أقفر البان
وأسعداني بدمع بعد بينهم
فالشأن لما نأوا عني له شان
نامعلوم صفحہ