تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
تاريخ غزوات العرب في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وجزائر البحر المتوسط
اصناف
179
الذي تولى إمارة الأندلس مرتين، وكان ينافس عبد الرحمن الغافقي على الإمارة ويرى نفسه أولى بها، وروى «كوندي» أن ابن أبي نسعة هذا أصاب هذه الأميرة في إحدى غزواته فسباها في من سبا وهام بحبها نظرا لجمالها واتحد من أجلها مع «أود» أبيها، ثم لما حمله عبد الرحمن على شن الغارات في بلاد إفرنجة اعتذر «مونوزه» أو ابن أبي نسعة بوجوب مراعاة الميثاق الذي بينه وبين «أود» فلم يقبل عبد الرحمن منه هذا العذر وأصر عليه بالتعبية والزحف، فأسرع ابن أبي نسعة بتحذير حميه «أود» ليكون على أهبة ضخمة في وجه عبد الرحمن، فأرسل عبد الرحمن نخبة من جنوده إلى «البيرانه» وأمرهم بالقبض على ابن أبي نسعة حيا أو ميتا، فلما رأى هذا نفسه لا يقدر على الوقوف أمامهم فر ومعه زوجته الحسناء إلى الجبال، فتأثروه إلى حيث ثقفوه، وتغلبوا عليه واحتزوا رأسه وأرسلوا بالرأس إلى دمشق، وكذلك أرسلوا إلى دمشق الأميرة «لامبيجيه» التي دخلت في حرم الخليفة. روى هذه الحادثة أيضا إيزيدور الباجي ولذريق شيمينس، ثم رويا أن المسلمين الذين كانوا في جنوبي فرنسة كانوا قبل واقعة «پواتييه» غزوا مدينة «أرل».
قال «رينو»: وقد أشار مؤرخو العرب إلى هذا الحصار بدون تسمية هذه المدينة ولكن بوصفهم إياها بأنها مبنية على ضفاف نهر كبير هو أكبر نهر في تلك البلاد كانت تصعد به السفن من البحر، ويظن بعض مؤرخي الإفرنج أن حملة العرب على مدينة آرل لم تكن إلا خدعة يقصدون بها صرف نظر الإفرنج عن وجهة الحرب الحقيقية، وهي الجهة الشمالية، فإن عبد الرحمن بعد أن لبث نحوا من سنتين، يتأهب للزحف ويكتب الكتائب ويعبي الجنود، توجه إلى جبال البيرانيه، وكان جيشه جرارا يزج الأرض ويهتز شوقا إلى القتال، والأرجح أن مروره من هناك وقع في ربيع سنة 732، وقد جعل طريقه على أرغون ونابارة ودخل أرض فرنسة من أودية «بيغور»
180
و«بيرن»
181
يستدل على ذلك من آثار التدمير التي وقعت في تلك الديار فقد هدم العرب الكنائس والأديار مثل دير «سان سافين»
182
بقرب «طارب»
183
نامعلوم صفحہ