تاريخ الفنون وأشهر الصور

سلامة موسى d. 1377 AH
41

تاريخ الفنون وأشهر الصور

تاريخ الفنون وأشهر الصور

اصناف

ومن الرسامين المعروفين في ذلك الوقت «هوبنر» الذي ولد سنة 1758 ومات سنة 1810. وأحسن رسومه «المسز جوردان» و«ولي العهد» و«الكونتس أوكسفورد». وكان رجلا مثقفا يشبه رينولدز، وله مقالات بديعة في مجلة الكوارترلي، ولكن لما كانت هذه المجلة تعبر عن رأي الأحرار، وهم في ذلك الوقت من المغضوب عليهم في البلاط، فقد أضاع «هوبنر» مركزه في البلاط لانتمائه إلى هذه المجلة. والطبقة العالية التي تشتري الرسوم وتغالي بها تتبع البلاط، ولذلك فإنه فقد فيهم نصراء للفن.

ومن الرسامين في ذلك الوقت أيضا «لورانس» الذي ولد سنة 1769 ومات سنة 1830، وكان رئيسا للأكاديمية الملوكية. وكان أبوه يدير خانا صغيرا، فكان الصبي يتلهى برسم النازلين في الخان. وبرع في ذلك حتى أذن له أصحاب البيوت الكبيرة في نقل الصور المشهورة التي تزدان بها بيوتهم. وفي سنة 1791 صار عضوا في الأكاديمية على سبيل الاستثناء؛ لأن سنه لم تكن قد بلغت الخامسة والعشرين. وتعين رساما للملك، فكان هذا التعيين فاتحة الإقبال له، فإنه لم تمض عليه مدة طويلة بعد ذلك حتى صار رئيسا للأكاديمية. وكان «هوبنر» أجدر منه بالرياسة، ولكن انتسابه إلى حزب الأحرار أضره.

قال أوربن: «وشهرته الآن أقل مما كانت في حياته وذلك لضعف أصيل مكين في فنه وأخلاقه. فما زلنا نعجب بما في رسومه من لطافة التمييز، ولكن لم يكن فيه حب الصدق والحقيقة اللذين كانا فيمن سبقوه. وإذا قوبلت رسومه برسومهم، تراءت لنا كأنها متصنعة ماسخة. وأحسن ما له هو صورة «الليدي بليسنجتون».

ومن الرسامين الذين ينتمون للمدرسة الإنجليزية في ذلك الوقت الرسامة «انجليكا كوفمان» التي ولدت سنة 1741 وماتت سنة 1807. وكان أبوها سويسريا هاجر إلى إنجلترا، وكان يشتغل بالرسم. فنشأت الفتاة في وسط الفنون وعلقت بالرسم حتى أدخلها أبوها مدرسة الأكاديمية في زي شاب، لأن قواعد المدرسة كانت تحول دون دخول الإناث. ثم سافرت إلى إيطاليا فزارت مدن الفن مثل: ميلان، وفلورنسا، ورومية، والبندقية. وفي هذه المدينة الأخيرة عرفت سفير إنجلترا الذي أعجب برسمها وحملها على أن تعود إلى إنجلترا.

وعرفتها الملكة وأحبتها. ودخلت الأكاديمية «عضوا مؤسسة». وحدث أن خدعها رجل ألماني سافل تزوجته وهي تعتقد أنه الكونت دو هورن، فإذا به خادمه، وتخلصت منه بعد أن دفعت له 300 جنيه واشترطت عليه الرحيل إلى ألمانيا. ولم تستطع الزواج إلا بعد وفاته سنة 1780، وتزوجت رساما بندقيا يدعى «أنطونيو زوكشي» وعادت معه إلى إيطاليا حيث بقيت في رومية إلى وفاتها سنة 1807. وأحسن ما يعرف لها من الصور الآن صورتها.

الفصل الثامن عشر

الثورة الفرنسية والفنون

دافيد. جيرار. لوبران. جروس. أنجر. جويا

لكي نعرف الأثر العظيم الذي أحدثته الثورة الفرنسية في الفنون يجب أن ننظر قليلا في حالة الفنون الفرنسية في القرن الثامن عشر. ففي سنة 1648 تأسست «الأكاديمية» الفرنسية وغايتها ترقية القنون، ولكنها سارت في خطة تناقض هذه الغاية، فإن «رجال الفن الذين لم يكونوا أعضاء بهذه الأكاديمية أو منتسبين إليها لم يؤذن لهم بعرض رسومهم للجمهور، بل أعضاء الأكاديمية أنفسهم لم يكن لهم أن يعرضوا رسومهم في مكان آخر غير الأكاديمية، وقد طرد واحد من الأكاديمية يدعى «سير» لأنه عرض صورته «طاعون مارسليا» لكي تباع. والمنحة الوحيدة التي كانت الأكاديمية تمنحها لغير الأعضاء هي الإذن بالعرض يوما واحدا في ميدان دوفين في «معرض الشباب» بحيث لا تزيد مدة العرض عن ساعتين».

وفي هذا ما ينبه القارئ إلى الخطر الذي يمكن أن يحدث للثقافة والفنون من المجامع العلمية إذا لم يكن المؤسسون لها يقظين يحسبون للرغبة الطبيعية في هذه الهيئات في الاحتكار والسيطرة. ولنا نحن من ذلك عظة.

نامعلوم صفحہ