تقدمه إلى البشرية ، من توجيه صحيح وأفكار علمية تكفي لمعالجة كل مشكلة من مشاكل الحياة ، بدلا من ان يقوموا بعمل من هذا النوع ، منع الخليفة ، وهو القائم على أمور المسلمين والأمين على دينهم ودنياهم من تدوينها ، بعد أن أشار عليه عامة المسلمين بكتابة السنن والأحاديث التي تلقوها عن الرسول ، فيما يتعلق بالتشريع وغيره. وبقي شهرا كاملا مترددا في رجحان هذا الأمر وعدمه ، وأخيرا تبين له ان الخير في تركه فنهى المسلمين عنه ، لأن أناسا من أهل الكتاب قد كتبوا مع كتاب الله كتبا ، فانكبوا عليها وتركوا كتاب الله سبحانه. وخشي ان يكون مصيرهم كمصير من تقدمهم من اليهود والنصارى (1).
وجاء في تذكرة الحفاظ : عن القاسم بن محمد ان عائشة قالت : جمع ابي الحديث عن رسول الله (ص)، وكان خمسمائة حديث ، فبات ليلة يتقلب كثيرا ، فلما أصبح قال أي بنية ، هلمي الأحاديث التي عندك فجئته بها فدعا بنار فحرقها (2).
وفي جامع بيان العلم وفضله : ان عمر بن الخطاب أنكر إنكارا شديدا على من نسخ كتب دانيال وضربه ، ثم أمره بمحوها ، ونهاه أن يقرأها أو يخبر أحدا بها ، وقال له : فلئن بلغني عنك انك قرأته أو اقرأته أحدا لأنهكنك عقوبة.
وخطب في الناس ، فقال : ايها الناس ، انه قد بلغني أنه قد ظهرت في أيديكم كتب فأحبها الى الله أعدلها وأقومها ، فلا يبقين أحد
صفحہ 148