بالرسول وإيثاره له على جميع المسلمين ، وإحاطته بجميع أحكام الإسلام وأسرار الكتاب ، لذلك كان مما لا بد وان يرجعوا اليه وينظروا الى آرائه بعين الاعتبار ، ولا بد له من ان يستغل الظروف المناسبة لتفقيه الناس وتعليم الأحكام ونشر رسالة الإسلام ، وتدوين الحديث والفقه فأول ما قام به ان جمع القرآن الكريم وفسر غوامضه وبين مجملاته وأوضح المتشابه منه. وكان في أيام الرسول يكتب في الألواح والرقاع ، بواسطة كتاب الوحي ، ولم يكن على عهده قد جمع في كتاب واحد.
قال ابن شهرآشوب (1): «أول من صنف في الإسلام أمير المؤمنين علي (ع)، جمع كتاب الله جل جلاله».
وقال ابن النديم : «ترتيب سور القرآن في مصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ونقل عن ابن المنادي انه قال : حدثني الحسن بن العباس عن عبد الرحمن بن ابي حماد عن الحكم بن ظهير السدوسي عن عبد خير عن علي (ع) انه رأى من الناس طيرة بعد وفاة النبي (ص) فأقسم ان لا يضع على ظهره رداءه ، حتى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيام ، حتى جمع القرآن ، فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه وكان عند أهل جعفر» (2).
وفي المجلد الأول من أعيان الشيعة (3) عن السيوطي في الإتقان ، قال ابن حجر : «وقد ورد عن علي (ع) انه جمع القرآن على ترتيب النزول عقيب موت النبي (ص)، أخرجه أبو داود. وقال محمد بن
صفحہ 139