الأنصاري ، للمطالبة بحقهم في الخلافة. وليس من البعيد أن تكون هذه الوثبة من الأنصار لاضعاف جانب المهاجرين بعد ان لمسوا منهم أنهم يعملون لاقصاء علي عن الخلافة.
ونتيجة لذلك كان الحزب الثالث الذي شكله الأنصار ، فكانت الحجة للمهاجرين على الأنصار ، ما جاء على لسان عمر بن الخطاب : من ذا ينازعنا سلطان محمد (ص) وامارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته ، إلا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورط في هلكة ، فكان لهذه الكلمات أثر بالغ في نفوس البعض من المسلمين. وبها استعان المهاجرون على انتزاع الخلافة من أيدي الأنصار ، ونادى بها من الأنصار بشير بن سعد ، بدافع الحسد لابن عمه سعد ، مرشح الأنصار الأول. ولكي يضعف جانبه انشق عن قومه ونادى : ألا ان محمدا أيها الناس من قريش ، وان قومه أحق به وأولى ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدا.
ولما أنكر عليه الحباب قوله متهما إياه بالحسد قال : لا والله ولكني كرهت أن أنازع قوما حقا جعله الله فيهم ، فكان لهذا الانقسام بين زعماء الأنصار أثره البالغ ، في أضعاف جبهتهم وقوة الجبهة الثانية ، التي تنادي بأحقية المهاجرين ، لأن قوم محمد اولى بميراثه. كما كانت هذه الحجة هي السلاح للمتحمسين من المهاجرين ، لمصلحة علي (ع). وقالوا ان الخلافة لو كانت بالقرابة كما يدعون ، لم يكن لهم فيها من نصيب ، لأن بني هاشم وعلى رأسهم علي (ع) أقرب الناس من الرسول وأولاهم بميراثه.
ولكن المهاجرين لم يجدوا سلاحا يقاومون به الأنصار ، الذين جاهدوا في سبيل هذه الدعوة المباركة ، إلا هذا النوع من التهويش
صفحہ 114