وكان تحصيل هذه الأموال في مدة محمد علي باشا من نفس المحاصيل، فكان للحكومة أشوان بمديريتنا يورد فيها الأهالي جميع الأصناف الزراعية بدلا عن الضرائب، والحكومة تبيعها بمعرفتها، وفضلا عن أصناف الحبوب فقد كانوا يوردون السمن والصوف والكتان. وبعد مدة ألزمت الحكومة الأهالي بتوريد الأموال نقودا، وما زالت تحصل بغير ترتيب، وفي عهد وزارة صاحب الدولة مصطفى رياض باشا رتبت على أقساط بحسب أزمان المحاصيل.
وفي سنة 1237ه/1822م عملت مساحة عمومية عن أطيان الفيوم، وما زالت معتبرة حتى سنة 1270ه/1854م، وفي هذه السنة عملت مساحة عمومية فزاد عدد الأطيان نصف ضعف عن المساحة السابقة، ومساحة سنة 70 المذكورة هي المعتبرة إلى الآن.
حادثة العرب
تولى المغفور له سعيد باشا سنة 1270ه/1854م والشقاوة سائدة من العربان على الأهالي، فلما كانت سنة 1271ه أمر بأخذ السلاح من العربان لتبطل شقاوتهم وأن تؤخذ منهم الجهادية، فعصى عرب مديرية المنيا أوامر الحكومة وتوقفوا عن دفع الأموال، وزادت شقاوتهم حتى قاوموا رجال الحكومة وثاروا، وكان زعيم ثورتهم هناك عمار المصري عمدة عربان الفوائد، واستمر عصيانهم إلى أن أمرت الحكومة بالقبض على رؤسائهم، فقبض على السعدي والد لملوم بك السعدي وعبد النبي كيشار وهما أخوان، وشنقا في مدينة الفيوم، وضرب كثير من أعوانهما بالمدفع في ناحية كارخانة النيلة المعروفة الآن بالكلخانة، وبعد ذلك تجمع عربان الفيوم بقصد المهاجرة إلى الغرب تحت إمرة صميدة الجبالي، فخطب هذا فيهم بما مفاده: «إننا لم نزل نتعشم بأن نرجع إلى مصر، ولا غنى لنا عنها، فالحذر من السلب والنهب، والحذر من عمل ما يخل بالراحة بأي وجه من الوجوه، فإننا سنبارح مصر خوفا من حكومتها لا كرها فيها، فلا تأتوا ما يجعلها في المستقبل حاقدة علينا»، ثم اجتمعت القبائل على ساحل بركة قارون، ومنها هاجروا إلى الغرب عن طريق الواحات، وبعد مدة عادوا إذ أمنتهم الحكومة فيما بعد وصفحت عنهم.
السكة الحديدية بالفيوم
في سنة 1287ه/1870م أنشئ فرع سكة الحديد الموصل من الواسطة إلى مدينة الفيوم، ومن المدينة إلى أبي كساه، وأنشئت بعد محطة الواسطة محطة الفيوم ثم أبشواي ثم أبو كساه، وفي هذه السنين الأخيرة أنشئت بين الواسطة والعدوة محطة سيلة، وبين المدينة وأبشواي محطة سينرو، ثم مد فرع للسكة الحديدية من الفيوم إلى سنورس، وأنشئ فيه محطتان بيهمو وسنورس، ومصلحة سكة الحديد شارعة في مد فرع آخر من المدينة إلى الغرق.
قناطر اللاهون
قال المرحوم علي باشا مبارك في تأليفه المسمى ب «الخطط الجديدة التوفيقية»:
قنطرة اللاهون القديمة عرضها سبع وعشرون ذراعا، منها اثنتا عشرة ذراعا بنيت في زمن المرحوم العزيز محمد علي وهي الجهة الشرقية، وأما الغربية فقديمة من بناء الظاهر بيبرس كما دلت عليه نقوش التواريخ التي وجدت عليها حين البناء، وهي ثلاث عيون، سعة كل عين ثلاث أذرع ونصف، وارتفاعها سبع أذرع، والعين البحرية فرشها منخفض عن العينين الأخريين بقدر ذراع ونصف بذراع المهندس؛ لحبس ما يلزم لبلاد الفيوم من المياه وقت انتهاء نقصان النيل، فإن الماء يجري منها حينئذ، ويجف من العينين الأخريين، وبناء تلك القناطر من الحجر الدستور والزوايا الحديد والرصاص، وقد أجري الكشف عنها سنة 1259 هجرية، فوجد فرشها مختلا من تأثير المياه، ودخل الماء تحت البناء القديم جميعه بحيث صار معلقا، وخشي على القنطرة من السقوط فيحصل الضرر لبلاد الفيوم، فصدر الأمر بعمل قنطرة أخرى احتياطا فبنيت في شرقيها، وجعل فرشها متصلا بفرش القنطرة القديمة الأمامي، وجعلت ثلاث عيون كالأولى، وصار فرش الجميع واحدا، وقد بنى أحمد باشا طاهر فوق قنطرة اللاهون من جهة الغرب قصرا كان ينزل به، وكان العزيز محمد علي يستريح فيه عند توجهه إلى الفيوم. ا.ه.
قضية الدهشان
نامعلوم صفحہ