تاریخ دمشق
تأريخ دمشق
تحقیق کنندہ
د سهيل زكار
ناشر
دار حسان للطباعة والنشر
ایڈیشن نمبر
الأولى ١٤٠٣ هـ
اشاعت کا سال
١٩٨٣ م
پبلشر کا مقام
لصاحبها عبد الهادي حرصوني - دمشق
اصناف
تاریخ
تباع فابتاعك بملكي أو تفتدى وأفديك بولدي فهل من حاجة توصي بها يا يعقوب؟ فبكى وقبل يده وتركها على عينه وقال: أما ما يخصني يا أمير المؤمنين فلا أنصح لك فيما يتعلق بدولتك. قال: قل يا يعقوب فقولك مسموع ورأيك مقبول. قال: سالم يا أمير المؤمنين الروم ما سالموك واقنع من الحمدانية بالدعوة والسكة ولا تبق على المفرج بن دغفل بن الجراح متى عرضت لك فيه فرصة. وتوفي في ذي الحجة سنة ٣٨٠ فأمر العزيز أن يدفن في داره بالقاهرة في قبة كان بناها لنفسه وحضر جنازته وصلى عليه والحده بيده في قبره وانصرف عنه حزينًا بفقده وأغلق الدواوين وعطل العمال أيامًا واستوزر أبا عبد الله الموصلي بعده مديدة ثم صرفه وقلد عيسى بن نسطورس وكان نصرانيًا من أقباط مصر وفيه جلادة وكفاية فضبط الأمور وجمع الأموال ووفر كثيرًا من الخراج ومال إلى
النصارى فقلدهم الأعمال والدواوين واطرح الكتاب المتصرفين من المسلمين واستناب في الشام رجلًا يهوديًا يعرف بمنشا بن ابرهيم بن الفرار فسلك مسلكه في التوفر على اليهود وعيسى مع النصارى مثله واستولى أهل هاتين الملتين على الدولة. فكتب رجل من أجلاد المسلمين رقعةً وسلمها إلى امرأة وبذل لها بذلًا على اعتراض العزيز ورفع الظلامة إليه وتسليمها إلى يده وكان مضمون الرقعة: يا أمير المؤمنين يا الذي عز النصارى بعيسى بن نسطورس واليهود بمنشا بن الفرار وأذل المسلمين بك ألا نظرت في أمري وكان العزيز على بغلة سريعة في المشي وإذا ركبها تدفقت كالموج ولم تلحق فوقفت له المرأة في ضيق فلما قاربها رمتها إليه فسارع الركابي إلى أخذ الرقعة على العادة وغاصت المرأة في الناس ووقف العزيز عليها وأمر بطلب المرأة فلم توجد وعاد إلى قصره منعم الفكر في أمره فاستدعى قاضي قضاته أبا عبد الله محمد بن النعمان وكان متقدمًا عنده في خواصه وأهل أنسه فأعطاه الرقعة وقال له: قف عليها. فلما قرأها قال له: ما عندك في هذا الأمر. قال: مولانا أعرف بوجه الرأي والتدبير. فقال: صدقت كاتبتها تهيبًا على ما كنا على غلط فيه وغفلة عنه. وتقدم في الحال بالقبض على عيسى بن نسطورس وسائر الكتاب النصارى وإنشاء الكتب إلى الشام بالقبض على منشا بن الفرار والمتصرفين من اليهود وأن ترد الأعمال في الدواوين إلى الكتاب المسلمين ويعول في الأشراف عليهم على القضاة في البلاد. ثم أن عيسى طرح نفسه على ست الملك بنت العزيز وكان يحبها حبًا شديدًا ولا يرد لها قولًا واستشفع بها في الصفح عنه وتجديد الاصطناع له وحمل إلى الخزانة ثلاثمائة ألف دينار وكتب إلى العزيز رقعةً يذكر فيها بخدمته وحرمته ورضي عنه وأعاده إلى ما كان عليه وشرط عليه استخدام المسلمين في دواوينه وأعمالهلدهم الأعمال والدواوين واطرح الكتاب المتصرفين من المسلمين واستناب في الشام رجلًا يهوديًا يعرف بمنشا بن ابرهيم بن الفرار فسلك مسلكه في التوفر على اليهود وعيسى مع النصارى مثله واستولى أهل هاتين الملتين على الدولة. فكتب رجل من أجلاد المسلمين رقعةً وسلمها إلى امرأة وبذل لها بذلًا على اعتراض العزيز ورفع الظلامة إليه وتسليمها إلى يده وكان مضمون الرقعة: يا أمير المؤمنين يا الذي عز النصارى بعيسى بن نسطورس واليهود بمنشا بن الفرار وأذل المسلمين بك ألا نظرت في أمري وكان العزيز على بغلة سريعة في المشي وإذا ركبها تدفقت كالموج
1 / 56