سنة تسع وسبعين وأربعمائة
فيها تقدم السلطان العادل ملك شاه أبو الفتح بن السلطان البارسلان ﵀ بابطال أخذ المكوس من سائر التجار عن جميع البضائع في العراق وخراسان وحظر تناول شيء منها في بلد من البلاد الجارية في مملكته فكثر الدعاء له من كافة الناس في سائر الأعمال وتضاعف الثناء عليه من الخاص والعام. وفيها وردت الأخبار من ناحية المغرب بوصول الانبرت ابن ملك الافرنج في عسكره إلى مدينة المهدية ونزوله عليها ومضايقته لها إلى أن ملكها بالسيف قهرًا وقتل رجالها وسبى كافة من كان بها من أهلها. وفيها جمع الملك سليمان بن قتلمش وحشد وقصد بلد حلب ونزل عليها محاصرًا لها ومضايقًا عليها وطامعًا في تملكها فوردت عليه أخبار السلطان تاج الدولة تتش بن البارسلان باحتشاده وتأهبه لقصدها واستعداده فرحل عنها والتقى عسكره وعسكر تاج الدولة في موضع يعرف بعين سلم في يوم الأربعاء الثامن عشر من صفر فكسر عسكر تاج الدولة عسكر سليمان فقتل في الهزيمة وملك تاج الدولة عسكره وسواده ونزل