تاريخ دولة آل سلجوق
تاريخ دولة آل سلجوق
اصناف
ولما عزل أبو شجاع، تولى أبو سعد بن الموصلايا النظر في الديوان. وكان كبير الشأن كثير الإحسان، تولى ديوان الإنشاء بعد سنة 430 ه وعاش إلى أن ناب عن الوزارة المقتدية والمستظهرية، ثم أعيدت الوزارة إلى عميد الدولة ابن جهير في السابع والعشرين من ذي القعدة سنة 484 ه ، وكان السلطان ببغداد، فركب نظام الملك وتاج الملك وأكابر الأمراء إلى دار عميد الدولة لإجلاله، والتنويه بمنصب إقباله. وفي سنة 482 ه درس أبو بكر الشاشي في التاجية ثالث عشر المحرم. وفي جماد الآخر توفى أبو القاسم الشريف الدبوسي مدرس النظامية. وفي محرم سنة 483 ه قدم الشيخ أبو عبد الله الطبري بمنشور نظام الملك متوليا للتدريس بالنظامية. ثم وصل بعده القاضي أبو محمد عبد الوهاب الشيرازي للتدريس بالنظامية أيضا، وتقرر أن يدرس هو يوما والطبري يوما. وفي سنة 484 ه، قدم الشيخ أبو حامد الغزالي إلى بغداد للتدريس في المدرسة النظامية، وكان في العلم بحرا زاخرا، وبدرا زاهرا. وأشرقت غرائبه في المشرقين والمغربين، وملأت حقائب الملوين، وثقلت غوارب الثقلين.
ذكر دخول السلطان ملكشاه إلى بغداد
فأما في النوبة الأولى، فإنه دخل بغداد في رابع ذي الحجة سنة 479 ه، والوزير أبو شجاع خرج لاستقباله، وتوفية حق إعظامه وإجلاله. وركب في اليوم الثالث إلى الحلبة، ولعب بالأكرة، وأنفذ إليه الخليفة أفراسا وألطافا، وتصافيا وتهاديا، ومضى نظام الملك إلى المدرسة وإلى دار الكتب بها، وقلبها وتصفحها، ورم أحوالها وأصلحها. وعاد إلى دار ولده مؤيد الملك، فأقام بها ليلتين. وفي سابع عشر المحرم سنة 480 ه استدعى الخليفة السلطان إلى حضرته على لسان ظفر الخادم فبشر وجهه وسفر ونزل في الطيارة فلما وصل إلى باب الغربة قدم إليه فرس من مراكب الخليفة، حتى انتهى إلى السدة الشريفة. وأمره الخليفة بالجلوس فامتنع، وتواضع حتى ارتفع. ثم أقسم عليه حتى جلس، وزاد في إيناسه فأنس.
صفحہ 234