كتاب جملة آلات العرب، في مكتبة أيا صوفيا في الآستانة. (د)
قطعة من كلام عن أصل العقل ، في مكتبة أكسفورد بودليان ...» (1-9) زهده وورعه
كان الخليل من أولئك الفلاسفة الذين نظروا إلى هذا العالم نظرة الازدراء، ولم تخدعهم بهرجته، ولا غرتهم زخارفه، أجل كان الخليل أحد زهاد الدنيا المتبتلين إلى الله تبتيلا، ومن أنصع البراهين على ذلك أن أمير الأهواز «سليمان بن علي» أرسل إليه يلتمس منه الشخوص ليقيم بحضرته ويؤدب أولاده، فأخرج الخليل للرسول خبزا يابسا وقال: كل فما عندي غيره، وما دمت أجده فلا حاجة بي إلى سليمان. فقال الرسول: فماذا أبلغه؟ فقال له:
أبلغ سليمان أني عنه في سعة
وفي غنى غير أني لست ذا مال
شحا بنفسي إني لا أرى أحدا
يموت هزلا ولا يبقى على حال
والفقر في النفس لا في المال نعرفه
ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
وكان سفيان بن عيينة يقول: من أحب أن ينظر إلى رجل من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل. وقال تلميذه النضر بن شميل: أقام الخليل في خص بالبصرة لا يقدر على فلسين وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال الطائلة.
نامعلوم صفحہ