============================================================
العرب والفلسطينين بسيط تحدق عليه جبال كانت فيه خمس مدائن آسماؤها: مدم، وعسره، وشبوئين، واداما، سغور [652اوr66 ، م 5006] . وكانت كريمة القاعة (= التربة) ، كثيرة الثمرة . وكان نهر الاردن ينبسط في سهلها . ويسقي عامتها . فكان آهلها في النعيم التام والعيش الرغد. فلما استعجلوا ما أتوه من الخير في سبيل الشر، وبدلوا بالشكر عصيانا وبالطاعة كفرا، صار نعيهم سببا طلاكهم. فأخرجهم الغنى الى اتباع الشهوات، وبلغهم اتباع 341] (الشيهوات) (1) كل شر فلما غضب الله لذلك عليهم أمطر موضعهم قارا وكبريتأ حارا فاحترق جميع البلد وأهله احتراقا صار اثره الى اليوم شاهدا باقيا دالا على عقوبة الله الآجلة الباقية على الكافرين . وصار شخص البلد الى اليوم قاتمأ، ولكن ترابه إذا لمس صار رمادا، ويوجد فيها ثمار يكاد الناظر اليها يشتهي اكلها، فاذ جنيت وجدت محرقة وصارت السهلة التي كان يسقيها نهر الاردن بحيرة. فبلغ من سخط الله عليهم لامور قد يحسبها بعض الجهال صغيرة ان بعث على الارض التي كانوا يسكتونها ويعيشون ببركتها - الماء (والنار) (2) لتكون مقفرة سرمدا، ويكون السخط ظاهرا عليها آبدا . وفي ذلك من حكم الله ما يفهم به كيف عاقب الله اهل الجرأة عليه في السالف، وكيف يقدر على معاقبتهم في العاجل، وكيف هو معاقبهم في الآجل.
* وإنما تسبوا الى لوط لأن لوط بن حران بن نوح - ابن اخي ابراهيم الخليل - كان ساكنا مع عمه ابراهيم في مكان واحد حتى كثرت ماشيتهما ونمت أتعامها وضاق الموضع بهما. فقال له ابراهيم: "سر ناحية بماشيتك وضففك (3) وخولك؛ وأسير أنا ناحية : إن أخذت شمالا ، اخذت يمينا؛ وإن آخذت يمينا آخذت شمالا - فان خولنا وعبيدنا قد كثروا، وأنا أتوقع آن يقع بين عبيدنا تنازع وتشاجر فيفد ما بينتا*.
1) مطس (2) مطموس. فنقلنا ما في اللاتيتي * الكلام التالي لم يرد في اللاتيني ، وانما هو إضافة مأخوذة عن سفر التكوين اصحاح 13.
(3) الضفف الحشم . العيال
صفحہ 97