77

ذكر نصر بن سيار ومقتل طغشادة

مات أسد بن عبد الله فى نفس سنة مائة وست وستين (782 م.) (1) وجعل هشام بن عبد الملك بن مروان (2) نصرا بن سيار (3) أميرا لخراسان وأرسل إليه منشورا فلما جاء إلى ماوراء النهر وحارب الأتراك وفتح فرغانة وشتتهم عاد إلى سمرقند، فلما بلغها ذهب إليه طغشادة بخار خداة، وأكرمه نصر واحترمه لأنه كان خطب إليه ابنته. وكان طغشادة قد أعطاه ضياع خنبون العليا (4) التى تسمى «كاريك علويان» ولما جاء طغشادة إلى نصر بن سيار كان نصر بن سيار جالسا على باب داره وذلك فى شهر رمضان وقت غروب الشمس، وبينما كان نصر بن سيار يتحدث مع بخار خداة جاء دهقانان من بخارى كلاهما من أقارب بخار خداة، وقد أسلما على يد نصر بن سيار، وكانا من أبناء العظماء فتظلما كلاهما لدى نصر بن سيار من بخار خداة وقالا لقد غصبنا بخار خداة قرانا، وكان واصل بن عمرو أمير بخارى حاضرا هناك فطلبا الانتصاف منه أيضا وقالا بأن كلا هذين قد اتحدا ويأخذان أملاك الناس، وكان طغشادة يتحدث همسا فظنا أن طغشادة يطلب من نصر بن سيار أن يقتلهما، فعزما (على أمر) وقالا لبعضهما البعض: ما دام بخار خداة سيقتلنا فلا أقل من أن نشفى أنفسنا

ليت هندا أنجزتنا ما تعد

وشفت أنفسنا مما تجد

(5) وقال طغشادة لنصر بن سيار

ليت هندا أنجزتنا ما تعد

وشفت أنفسنا مما تجد

صفحہ 93