تاريخ بخاری
تاريخ بخارى / تعريب
اصناف
وجوه عسكره، فأمر بإيقاد نار عظيمة فى خيمته، وكان واقفا والجو فى غاية الحرارة، وكان عبد الله هذا رجلا أحمر، وقد احمرت عيناه من وهج النار أيضا، وكان رأسه من الكبر بحيث كانوا يشبهونه باليغارية (1)، وكان رجلا مهيبا فحمل السلاح وسل السيف وجلس، فلما دنت منه الخاتون فزعت منه، وفرت مسرعة وهى تقول: بيت-
لقد أحسن الله زينتك أيها الغلام ... جنبت عين السوء حتى لا تخالطك (2)
حكاية: ويقول سليمان الليثى أيضا: إنه لما صالح سعيد الخاتون مرض ببخارى:
فجاءت الخاتون أيضا لعيادته وكان معها كيس مملوء بالذهب فأدخلت يدها فى الكيس وأخرجت منه شيئين وقالت: إننى أحتفظ لنفسى بواحدة لآكلها إذا مرضت، وأعطيك هذه الأخرى لتأكلها وتطيب، فتعجب سعيد قائلا: ما هذا الذى تقدمه الخاتون بهذا الإعزاز والإعظام؟ فلما خرجت الخاتون نظر سعيد، فكانت تمرة تقادم عهدها، فأمر قومه فحملوا خمسة جمال بالتمر الطازج وحملوه إلى الخاتون، ففتحت الجوالات ورأت تمرا كثيرا، ففتحت الكيس وأخرجت تمرتها تلك وقابلتها بذلك التمر، فكان كالتى معها، فجاءت معتذرة وقالت ليس لدينا كثير من هذا الجنس وقد احتفظت بهاتين التمرتين سنوات طويلة من أجل المرض.
وحكى أن هذه الخاتون كانت امرأة حسناء وجميلة فعشقها سعيد، ولأهل بخارى فى هذا المعنى أغان كثيرة باللغة البخارية.
رواية: حكى أنه حين جاء سعيد إلى بخارى أتى قثم بن العباس رضى الله عنه (3)
صفحہ 66