============================================================
ذكر إيراهيم عليه السلام
الدار أحق بالدار وخرج عنه ملك الموت، فلما كان من الغذ خرج إبراهيم من داره وأغلقها فجاء ملك الموت فدخلها وجاء إبراهيم فرآى في داره رجلا في أحسن صورة لم يراها قط فأعجبه ما رأى، وقال له: من أنت ومن أذن لك في داري؟ قال: أذن لي رب الدار، قال إبراهيم: رب الدار أحق بالدار فمن آنت؟ قال: أنا ملك الموت وأنا صاحبك بالأمس، قال: إن الله تعالى إذا أراد بعبد شرا بعثني إليه في صورة التي رأيتها بالأمس وإن أراد بعبد خيرا بعثني في هذه الصورة، وفي رواية أخرى: إن الله تعالى قال لملك الموت اذهب إلى خليلي إبراهيم فكره إليه الحياة وحبب إليه الموت، فانطلق ملك الموت في صورة شيخ قد تقوس ظهره وعمشت عيناه وسالت منخراه يتوكا على عصا له وإبراهيم عليه السلام قاعد في كل داره وتأتيه المساكين فيضيفهم ويأمر بمن شاء منهم فجاءه ملك الموت على هذه الصورة وسلم على إبراهيم وآمر له بطعام فجلس وأراه أن يأكل فكلما لقم لقمة في فيه سقطت في ساعتها من آسفله فعجب ابراهيم من حاله، فقال: يا شيخ ما هذا الذي يصيبك من طعامك، وما هذا الذي ار بك من حالك قال: هذا كبر السن ومن يلغه صار هكذا، قال: فما عمرك؟ قال: سنة وسنة أخرى وكان لابراهيم يومثذ مائتا سنة، فقال إبراهيم في نفسه: إنه لم ي بيني وبين ما أرى إلا سنة واحدة وأبغض عند ذلك الحياة وأحب الموت ثم ولى الشيخ ورجع إليه بعد سنة في أحسن صورة وعرفه إبراهيم فقال: يا ملك الموت لا رواية تمنيتك الساعة وأخبره خبر الشيخ فقال: وأما آنا قد آمرت بقبض روحك، وفي ر أخرى أن ملك الموت جاء إبراهيم عليه السلام لقيض روحه وسلم عليه فرد عليه السلام وقال: من أنت؟ فقال: أنا ملك الموت أمرت فيك فبكى إبراهيم فسمع إسحلق بكاءه فدخل عليه، وقال: يا خليل الرحمن ما يبكيك؟ قال: هذا ملك الموت جاء لقبض روحي فبكى إسحق ورجع ملك الموت إلى رته، فقال: يا رب إن خليلك جزع من الموت، فقال الله تعالى: (يا جبرائيل خذ ريحانة من الجنة) فانطلق مع ملك الموت إلى إبراهيم وحيه بها إليه وقل له: إن الخليل إذا طال عهده بخليله اشتاق إليه أفما تشتاق إلي وأنت خليلي؟ فأتاه جبرائيل وبلغه رسالة ربه ودفع إليه الريحانة قال: نعم يا رب قد اشتقت إلى لقائك وشم الريحانة فقبضه ملك الموت فيها. ويروى أن إبراهيم عليه السلام قال لملك الموت حين أتى لقبض روحه: يا ملك الموت هل رأيت خليلا يقبض روح خليله فصعد ملك الموت إلى السماء وقال لربه ما قال إبراهيم، فقال الله تعالى قل لخليلي: وهل رأيت خليلا يكره لقاء خليله؟ فرجع إليه ملك الموت فبلغه قول ربه، فقال إبراهيم لروحه: روحي الساعة فقبضه وقبر في مزرعة حيرون وه لرجل اشتراها منه وأوصى آن يقبر فيها.
صفحہ 96