============================================================
ذكر إيراهيم عليه السلام طور سيناء، والثاني من جبل طور زيتا، والثالث من جبل لبنان، والرابع من جبل جودي، وجعل قواعده من جبل حرا وأنه لما بلغ موضع الحجر في الركن قال إبراهيم لاسماعيل: يا بني اطلب حجرا اجعله علما للناس فجاءه بحجر لم يرضه فقال: اطلب لي غيره فذهب يلتمس حجرا فجاءه جبرائيل عليه السلام وقد أتاه بالحجر ووضعه موضعه فقال: يا أبت من أتاك بهذا الحجر؟ قال: من لم يكلني إليك يا بني وكان الحجر الأسود مستودغا في جبل أبي قبيس استودعه إياه جبرائيل عليه السلام في زمن الغرق فاستخرجه إبراهيم عليه السلام فوضعه مكانه الآن، ويروى أنه إذا كان يوم القيامة جاء الحجر وله شفتان ولسان فيسأل فينطق بلسان طلق يشهد لمن استلمه وقال وهب وليس من ملك يبعثه الله تعالى لتدبير في الأرض إلا ويأمره يزيارة البيت فينزل من السماء محرما يلبي ثم يأتي البيت فيطوف به ويستلم الركن ثم يدخل البيت ويصلي فيه ثم يمضي لما بعث له وروي أن النبي ة رأى جبرائيل عليه السلام يوما وعليه عصابة حمراء، ويقال خضراء وعليها الغبار فقال له: ما هذا الغبار يا جبرائيل؟ قال: بعثت في جماعة من الملائكة فزرنا البيت وطفنا فإني زاحمت الملائكة على الحجر لأستلمه فهذا الغبار مما أثارته الملائكة بأجنحتها في الازدحام وإن إبراهيم لما أتم بناء البيت أمر الله تعالى بأن يدعو الناس إلى الحج فذلك قوله عز وجل: وأذن فى الناس بالحج (الحج: الآية 27]، قال: فاستقبل اليمن ودعا إلى الحج فأجيب لبيك لبيك، ثم استقبل المشرق فقال مثل ذلك فأجيب مثل ذلك، ثم استقبل الشام فقال مثل ذلك. قال ابن عباس: فأجابه كل من حج ويحج البيت إلى يوم القيامة من أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم فمن أجابه مرة حج مرة ومن زاد على المرة زاد في الحج إلى ما بلغ، قال: وكان نداؤه أن قال: أيها الناس إن الله تبارك وتعالى قد بنى لكم بيتا فزوروه. ويقال كان أكثر الناس جوابا أهل اليمن وإن إبراهيم عليه السلام وإسماعيل دعوا الله عند الفراغ من بناء البيت فقالا: ربنا نقبل منا إنك أنت التبميع العليه رتنا واخجعلتا مسلمين لك ومن دريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيد [البقرة: الآيتان 127، 128] فبعث الله جبرائيل ليريه مناسك الحج فأتاه وأطاف به على جميع المناسك حتى عرفها وأمره بإقامة الحج فخرج إبراهيم وإسماعيل ومن معهما يوم التروية ونزلوا منى فصلى بهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة فبات به إلى أن يصبح فصلى بهم صلاة الفجر ثم غدا إلى غرفة فأقام هنالك إلى أن مالت الشمس، فجمع بين صلاتي الظهر والعصر ثم راح إلى الموقف من عرفة فوقف ومن معه فلما غربت الشمس دفع إلى مزدلفة فجمع بين المغرب والعشاء هنالك وبات حتى أصبح، وصلى الفجر ووقف بالمشعر الحرام منه ثم دفع إلى يثى ورمى الجمرات وفعل تمام
صفحہ 91