============================================================
ذكر إبراهيم عليه السلام وحلفت أن تخرج إبراهيم عليه السلام وإسماعيل عليه السلام وأمه من عندها وفي رواية أخرى أنهما تلاعبا يوما فتشاجرا فلطم إسماعيل عليه السلام إسحلق لطمة إذ كان أكبر منه فنزلت سارة وحلفت، وهاتان الروايتان يقتضيان آنه لم يكن بين إسحلق وإسماعيل مدة طويلة، والله أعلم، وأوحى الله تعالى إلى إبراهيم عليه السلام أن احملهما إلى مكة فأتاه جبرائيل عليه السلام بالبراق فحمله عليه من الشام وحمل إسماعيل عليه السلام وأمه على الدابة وسار وجبرائيل معه يدله على الطريق حتى انتهى إلى مكة فأنزل إسماعيل عليه السلام وأمه عند دوحة كانت في مكان زمزم اليوم فقال له جبراثيل عليه السلام ههنا أمرت أن تضعهما وكان قوم من العماليق ينزلون خارج الحرم ولم يكن في الحرم أحد فذلك قوله تعالى: إني أشكنت من ذرتتى بواد غير زى زرع عند بييك المحرم} ل[إبراهيم: الآية 37] ولم يكن البيت يومثذ ولكن كان موضع البيت ربوة حمراء مشرفة معلومة للناس يطوف به من حج من الناس وإن إبراهيم أقام عندهما ثلائا ثم هم بالانصراف، فقالت له هاجر إلى من تكلنا، قال: إلى الله تعالى، قالت: رضيت بالله ربا حسبي الله عليه توكلت، فلما صار إبراهيم إلى أعلى مكة التفت إليهما فجزع لذلك جزعا شديدا ولم ير شيئا يكنهما من العمران ولا غيره ولا عندهما مؤنس ولا ماء فدعا وقال: يا رب إني أشكنت من ذريتى بوار غير زى زرع عند بيلك المحرم) إلى قوله: فاجعل أفعدة مب الناس تهوى إلتهم} [إبراهيم: الآية 37] إلى آخر الآيات، ثم رجع إبراهيم عليه السلام إلى الشام وتركهما وأخذت أم إسماعيل كساء لهما من عباءة وألقي على الشجرة ولبثا في ظل تلك الشجرة ومعهما شنة من ماع علقتها على الشجرة، وقد اختلف الناس فقال بعضهم: كان اسماعيل رضيعا ويقال: لا، بل كان ابن ثلاث عشرة سنة ويقال: كان اين ثلاث سنين، وأنه لما فني الماء وظمأ إسماعيل ظمأ شديذا وانقطع لبن أمه وظنت أنه الموت لشدة العطش فجزعت وخرجت تذهب نحو الصفا مرة ونحو مروة مرة تطلب ماء وأنيسا فلا تجد شيئا وهي في ذلك تلتفت إلى ابنها تخاف عليه السباع ثم إنها سمعت صوتا من قبل الضفا فأقبلت إليه فلم تر شيئا ثم تسمع أنها أصوات السباع نحو مكان إسماعيل عليه السلام حيث تركته، فأقبلت إليه تشتذ تفحص الماء بيدها من عين قد نبعت له من تحت خده، وفي رواية أنها سمعت الصوت ولم تر شيئا قالت: من أنت أسمع صوتك ولا أراك أغشني إن كان بك غياث فقد هلكت وهلك ابتي عطشا فجعل الصوت يمر بين يديها وهي تلتفت حتى أتت الشجرة فوجدت عينا من ماء تجري وهي زمزم ويروى آن إسماعيل عليه السلام فحص برجله ويقال: إن جبرائيل نزل عليها وقال: من آنت؟ وكان جبرائيل في صورة رجل فقالت: أنا أم ولد إبراهيم، قال: من هذا الذي معك؟ قالت: ابني من إبراهيم عليه السلام قال: وإلى من وكلكما إبراهيم حين ذهب قالت: والله قد
صفحہ 87