============================================================
ذكر ذي القرنين رؤساء عسكره ورؤساء فارس وساداتهم حتى آتى به إلى قبره عند قبور ملوك فارس فدفنه ووفى بما ضمن منه له من وصاياه، فلما رأى أهل فارس حال ذي القرنين فرحوا به ثم إن ذا القرنين أمر بطلب قاتل وكان قد اختفى لما سمع من وفائه وصية دارا في حقه فأمر ذو القرنين فنودي في الناس ألا إنه ليس حد متي على رجل قتل دارا حتى ثلت هذه المملكة فليظهر لي حيث كان لأكافته على فعله فظهر الحاجب، وأمر ذو القرنين حتى أتى بالخلع وبما كان ضمن له كله فأعطاه إياه أياما حتى سكن، ثم إنه جلس يوما للمظالم وأحضروا رؤساء عسكره ورؤساء فارس كلهم وأحضر الرجل القاتل وقال: هل وفيت لك بما ضمنت لك؟ قال: نعم، قال: فإني اليوم أوفي لملك دارا بما ضمنت منه، ثم أمر به فأخذ ونصبت له خشبة وحمل عليها ونادى في الناس فاجتمعوا ثم نودي هذا جزاء عبد كفر بنعمة سيده وغدر به، وأمر به فقتل وقال: إن لم أفعل هذا اجترأ الناس على ملوكهم وفسدت الأمور، ولما قتل قاتل دارا ووفى بوصاياه في أمر ابنته ووالدته سكنت إليه قلوب أهل فارس كلهم هذه رواية واحدة، وفي رواية أخرى أن دارا انهزم في اليوم السابع من القتال وتحصن بمدينته التي كانت له وتفرقت جنوده وتفكر في نفسه وقال: لا وجه لي إلا الإظهار بالخضوع لهذا الرجل لأكائده وأصرف عني شره فكتب إلى ذي القرنين كتابا لطيفا بارا وخضع له فيه وضمن له الطاعة والانقياد وتسليم المملكة، فلما قرأ ذو القرنين كتابه كف عنه وأجاب بمثل كتابه وجعل دارا يماكر ذا القرنين بالكتب والرسل وكتب إلى ملك الهند يستعين به على ذي القرنين ويخبره أنه إن فرغ من أمر فارس قصد ناحية الهند وقال: إن أعنتني عليه حتى أظفر به بعثت إليك شطر ما آغنم منه قال: فبلغ ذو القرنين ما فعله دارا وعلم بمكره فركب في جنوده واستعذ لقتاله فلما رأت جنود فارس ذلك خافوا على أنفسهم لما رأوا من قتلهم وكثرة من مع ذي القرنين فعند ذلك دبر وزير دارا لهلاك دارا تقربا إلى ذي القرنين فأهلكه وأدركه ذو القرنين متلطخا بدمه ففعل به ما ذكرناه من قبل إلى آخر القصة بتمامها ثم إن ذا القرنين كتب إلى ملوك فارس ونواحيها سهولها وجبالها كتابا بارا ووعدهم فيه العدل والنظر في أمورهم ومصالحهم وحسن السيرة فيهم وأظهر الترجع إلى دارا وإنما نزل به كان على غير رضا منه فإته قتل قاتله وأنفذ وصاياه ودعاهم إلى السمع والطاعة وحذرهم عواقب المعصية وكذلك كتب إلى والدة دارا واسمها أزادبخت وعزاها بدارا، وترجع إليها في كتابه ووعدها كل جميل وكذلك وعد أخت دارا وذكر في الكتاب أن دارا أمره أن يتزؤج بابنته واسمها رشنك واني أريد التزوج فينبغي آن تجهزوها وتبعثوا بها إلي فأجابت أزادبخت عن كتابه أحسن جواب وجهزت رشنك وبعث بها إلى ذي القرنين وكتبت إلى جنود فارس وجميع أهل بلادها بالطاعة لذي القرنين فقبلوا وخضعوا واستقام لذي القرنين
صفحہ 364