281

============================================================

ذكر لقمان عليه السلام لقمان يكثر زيارة داود ويرفده بمواعظ وكان داود يقول له طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلية. وروي أن لقمان بينما هو ذات يوم يعظ الناس وهم مجتمعون عليه إذ مر به عظيم من عظماء بني إسرائيل فرآى جماعة من الناس على لقمان فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا: جماعة اجتمعت على لقمان الحكيم فأقبل الاسرائيلي حتى نظر في وجه لقمان فإذا هو برجل أسود فتحول حتى آتاه من خلفه فأخذ برقبته فغمزها فقال: أنت لقمان ألست الذي كنت ترعى الغنم في مكان كذا وكذا؟ قال: نعم، قال: فما الذي بلغ بك ما أرى وأنت أنت قال لقمان: ثلاثة أشياء: صدق الحديث وأداء الأمانة وترك ما لا يعني قال صدقت وانصرف عته متعجيا وتركه ومى ومما يذكر من أخبار لقمان أنه كان له بنون وكان لقمان تاجرا ذا مال كثير وكان يداين الناس ولكنه كان يسامحهم ويساهلهم إلى المسيرة وكان له ابن يتقاضى ديونه على الناس وأته جهزه في وقت من الأوقات للتجارة وليتقاضى دينا له على الناس، فلما خرج ابنه شيعه أبوه ثم لما أراد أن يفارقه أوصاه فقال له: إنك تلقى في طريقك شجرة وتحتها عين من ماء فإياك أن تنزل تحتها أو تشرب من مائها وإنك إذا نزلت ببلدة رييى يعرض عليك ابنته آن تتزوج بها فلا تتزوج بها، وإذا بلغت إلى غريمي فلان وتقاضيت مالي عليه فإنه يعرض عليك المبيت عتده، فلا تبت عنده ثم إله قال: ومن صاحبك في سفرك وهو أكبر منك سنا فلا تعصه في رأي رآه وإشارة أشار بها عليك ، ثم قال له: أصحبك الله السلامة ورجع لقمان ومضى ابنه فلم يسير ابنه إلا قليلا حتى رأى شيخا عرض له في الطريق وسلم عليه، فرد عليه ابن لقمان فقال له الشيخ إني آريد مرافقتك في سفرك فقال ابن لقمان: سر على بركة الله تعالى فسارا معا حتى كانا عند الظهيرة بلغا موضعا فيه شجرة نزهة وتحتها عين ماء فقال الشيخ: يا ابن لقمان انزل ههنا حتى نروح ويقل الحر، فقال: إن أبي قال لي لا تنزل تحت هذه الشجرة، قال: أو ليس قد قال أبوك لا تعص من هو أكبر منك، قال: بلى، قال: وأنا آمرك أن تنزل هلهنا فنزل ابن لقمان فلما نام ابن لقمان جلس الشيخ يحرسه فلم يلبث آن نزلت من الشجرة حية وقصدت ابن لقمان، فقام الشيخ وضربها فقتلها، فلما استيقظ ابن لقمان قال الشيخ: ألم تدر عما نهاك أبوك عن النزول هلهنا قال : لا أدري، قال: لأجل هذه الحية لأنها كانت تهلك من نزل ههنا وقد قتلتها ثم إن الشيخ أخذ رأس تلك الحية ولفه في خرقة وحمله ثم سارا حتى بلغا البلدة التي ذكرها أبوه، فنزلا على ذلك الرئيس فعرض الرئيس ابنته على ابن لقمان وقال: أعطيك مالا كثيرا فأبى ابن لقمان

صفحہ 281