============================================================
ذكر داود عليه السلام فسأله داود البينة ولم يكن له بينة فأنكر خصمه فأوحى الله تعالى إليه أن اقتل الخصم المنكر وادفع الثور إلى المدعي فعجب داود من ذلك فاستحضر الخصم المنكر فأخبره بما أوحى الله تعالى إليه فقال صدق يا نبي الله تعالى إني كنت قتلت أبا هذا المدعي وغصبت هذا الثور فلذلك أمرك الله تعالى بما أمرك فقتله داود ورد الثور إلى الرجل فعظم آمر داود في أعين الناس فقالوا: إنه يحكم بالوحي والغيب فهابوه هيبة شديدة فاعتبر داود بذلك زمانا حتى كانت من فتنته ما كانت وقد اختلف الناس في سبب ذلك: باب في ذكر فتنة داود عليه السلام( 3 قال الله تعالى: وهل أتلك نبؤا الخصم إذ نسوروا اليخراب إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف} [ص: الآيتان 21، 22) الآية، قال بعض الناس كان سبب فتنة داود أنه كان جالس يوما مع علماء بني إسرائيل فقالوا: لا يخلو ابن آدم يوما من الأيام من ذنب يرتكبه فقال داود في نفسه: إني أحلف بنفسي يوم المحراب وأجتهد أن لا أصيب ذنبا فلما كان يوم المحراب ابتلاه الله تعالى بسبب ما كان حدث نفسه وأعجبه بأمره، ولم يستعصم بها ويروى آن سبب ذلك أنه ناجى ربه فقال: إني اقرأ في كتابك ما أعطيت قبلي من الأنبياء من الكرامات فبأي شيء اكرمتهم بها حتى أعمل ما عملوا فتكرمني بمثل كرامتهم فأوحى الله تعالى إليه يا داود إني ابتليتهم فصبروا على البلاء فأكرمتهم قال يا رب فابتلني أيضا حتى أصبر فأوحى الله تعالى إليه يا داود اخترت البلاء على العافية فخذ حذرك فإني مبتليك في شهرك هذا في يوم كذا وكذا قال وكان ذلك في شهر رجب وكان الله تعالى أخبره أن يبتليه يوم الاثنين الثالث عشر من الشهر فيما روي فلما كان ذلك اليوم دخل محرابه فاستعد للبلاء مخافة منه قال: قبينما هو في محرابه منكئا على الزبور يقرآه إذ دخل عليه طائر على هيئة حمامة من كوة المحراب فوقع بين يديه وقد قيل إنه إبليس كان جعل نفسه على تلك الهيئة بإذن الله تعالى وقضائه لفتنة داود، ويروى آنه كان جسد الطائر من ذهب وجناحاه من ديباج مكلل بالدر ومنقاره من ياقوت أحمر وعيناه من زمردتين خضراوين وقوائمه من فيروزج فدنا الطائر من داود فلما رآه حسبه من طير الجنة (1) انظر تفاصيل ذلك في: ابن كثير - البداية والنهاية 459/1 (قال الحافظ ابن كثير حول هذه الرواية هذا نصه: وقد ذكر كثير من المفسرين من السلف والخلف هلهنا قصضا وأخبازا أكثرها إسراثيليات، ومنها ما هو مكذوب لذلك تركنا إيرادها في كتابنا قصذا، اكتفاء واقتصارا على مجرد تلاوة القصة من القرآن العظيم والله يهرى من يثله إلل صرط تستقيم} (البقزة: الآية 213] . وقد ورد هذا النص أيضا في: ابن كثير: قصص الأنبياء ص (489).
صفحہ 240