233

============================================================

بات في ذكر داود النبي عليه التلام وابتداء أمره(1) وكان داود بن إيشا من سبط يهوذا بن يعقوب وكان لأبيه أربعة من النبيين غيره، ويقال لا بل سبعة وأصغرهم داود والله تعالى أعلم، وفي رواية أنهم كانوا ثلاثة عشر أصغرهم داود وكان أبوه جعله راعي غنمه فكان يكون فيها أبذا وكان من ابتداء أمره أنه جاء أباه يوما فقال: يا أبت، إني لا أرمي شيئا بقذافتي إلا صرعته فقال أبوه: أبشر يا بني فإن الله تعالى سيجعل رزقك في قذافتك ثم إنه أتاه يوما آخر فقال: يا أبت إني لأمشي بين الجبال فرأيت أسذا رابضا فركبته وقبضت على أذنيه فخضع لي ولم يؤذني فقال أبوه: أبشر، فإن هذا أمر عظيم يسخره الله تعالى لك، ثم جاء يوما آخر فقال: يا أبت إني حين أمشي بين الجبال فأسبح الله تعالى فلا يبقى جبل إلا يسبح الله تعالى معي، فقال: أبشر يا بني فإن هذا خير يعطيك الله تعالى، وفي رواية أخرى أوحى الله تعالى إلى أشموئيل أن أطلق إلي بيت إيشا ليعرض عليك بنيه فادع لهم الله تعالى فإني أريد أن أجعل هلاك جالوت على يد أحدهم وعلامته أن تضع على رأسه القرن الذي معك فيفيض ماء، ويقال: فيسيل دهنا فلا يسيل على وجهه بل يجتمع على رأسه كالاكليل فأتى أشموئيل إلى إيشا وقال له : اعرض علي بنيك فعرضهم عليه فجعل يدعو لهم ويضع القرن على رأس كل واحد منهم فلا تظهر العلامة إلى أن نظر إلى واحد منهم أحسنهم وجها وأطولهم قامة وأتمهم جسما فقال: إن كان ما قبل في أحد ففي هذا ففعل به مثل ما فعل باخوته فلم ير العلامة فأوحى الله تعالى إليه أنك تختار الناس على الحسن والجمال وأني أختار العباد على طهارة القلوب فقال: يا رب إنه لم يبق لإيشا ابن إلا وقد جربته فقال: إن له ابنا آخر فاطلبه، فقال إشموئيل لإيشا: احضر من بقي من بنيك فقال: قد (1) انظر تفاصيل نبي الله داود (عليه السلام) في: اليعقوبي: أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح، الكاتب العباسي (ت 292 ما - تأريخ اليعقوبي دار صادر- بيروت 51/1، الطبري تاريخ الرسل والملوك 476/1، الشعلبي - العرائس ص 151، ابن الأثير الجزري - الكامل في التأريخ 1/ 169- ابن كثير - البداية والنهاية 450/1.

صفحہ 233