============================================================
ذكر أشموئيل عليه السلام يهوذا فقال: إن الله اصطفله عليكم وزاده بسطة فى العلر} [البقرة: الآية 247] يعني علم الحرب والجسر [البقرة: الآية 247] فإنه كان أطول الرجال (1) قامة وأقواهم وفي الجمال فإن الله تعالى يؤتى ملكدر من يشاء [البقرة: الآية 247] وليس ذلك بالنسب والمال وليس عليكم، أتتحكموا عليه في آمره وحكمه قالوا: فإنا لا نقبله إلا أن يكون له آية لملكه فقال أشموئيل إن ماية ملكهه أن يأنيكم التابوت فيه سكينة من ريكم ويقية مما ترك *ال موس ومال هرون} [البقرة: الآية 248] كما ذكرناه تحمله الملائكة، قال بعض الرواة إن الذين كانوا استلبوا التابوت من بني إسرائيل أصحاب أوثان وكان لهم صنم كبير من ذهب مرصع بالجواهر واليواقيت فذهبوا بالتابوت وجملوه تحت الصم ووضعوا الصنم فوقه فأصبحوا ودخلوا بيت الصنم فإذا هو منكس من سريره تحت التابوت والتابوت فوقه فرفعوا الصنم ووضعوه فوق التابوت وركبوا رجليه في التابوت فلا يسقط عنه ودخلوا من الغد وقد سقط الصنم وقد اتقطعت منه رجلاه والتابوت فوقه فأخبروا بذلك ملكهم فقال بعضهم: ألم تعلموا أن التابوت إلله بني إسرائيل وأنه لا يطاق فاطرحوه في جانب قريتهم وروي أن الله تعالى سلط عليهم علة الباسور وذلك أنهم دفنوا التابوت في مزبلة لهم ويقال: لا بل أصابهم ناصور العين ويقال: سلط الله تعالى عليهم الفأر فكانت الفأرة تأتي الرجل وهو نائم فتدخل من أسفله فتأكل ما في جوفه حتى هلك منهم خلق كثير فلما عجزوا في آمرهم قالت لهم امرأة من سباء بني إسرائيل إنما يصيبكم البلاء بسبب التابوت فردوا عليهم لتنجوا قالوا كذبت بل تريدين ردنا التابوت إلى قومك، فقالت آية صدقي آن تأخذوا بقرتين وتشدوا بهما عجلة وتضعوا التابوت عليهما وتخرجوهما من القرية وتمسكوا ولدهما عندكم فتذهب البقرتان بالتابوت إلى آرض بني اسرائيل فإذا بلغتا هنالك كسرتا (نيرهما)(2) ورجعتا إليكم ففعل القوم ما قالت المرأة لهم، فخرجت البقرتان تسيران بالتابوت إلى أن وصلتا إلى أرض بني إسرائيل فكسرتا النير والقتا التابوت هنالك ورجعتا فأصبح بنو إسرائيل والتابوت بفناء بلدتهم وقال آخرون: بل إن القوم لما طرحوا التابوت في المزبلة أمر الله تعالى الملائكة فحملوه بما فيه حتى جاؤوا به ثم وضعوه بفناء دار طالوت ويقال بفناء دار شموئيل ويقال على سطح دار طالوت، فمن قال بهذا القول لم يكن في قوله ( تخمله الملكمكة [البقرة: الآية 248] اشكال ومن قال بالقول الأول كان معنى حمل الملائكة التابوت هو أنهم ساقوا البقرتين والتابوت عليهما وذلك مثل قول الناس يحمل فلان متاع فلان إلى مكة أي وضعه على (1) جاء في الأصل (الرجل) والصواب (الرجال).
(2) النير: الخشبة التي تكون على عنق الثور بأداتها - ابن منظور - لسان العرب 75/3 (باب نير).
صفحہ 231