174

============================================================

ذكر موسى عليه السلام هذا الباب الذي آنتما عليه؟ قال موسى: نعم، هذا باب فرعون هو وجميع من معه وأنت وجميع الخلق عبيد الله رب العالمين، فسمع البطال قولا لم يكن يسمعه من أحد قط فدخل البطال على فرعون وقال له كالمازح: أيها الملك رأيت اليوم ببابك عجبا هو أعظم من مصيبتنا بالأسد، فقال فرعون: وما حال الأسد؟ قال: اعلم آنه ورد بابك رجلان من حالهما وصفتهما كذا وكذا فحين رأتهما الأسد هربت منهزمة فضغبوا ضغاب(1) الثعلب لا تلوي على شيء تطأ بعضها بعضا وأظن أنهما سحرا الأسد ثم إني كلمتهما فإذا هما يقولان قولا عظيما، قال فرعون وما هو؟ قال: يزعمان لهما إللها غيرك، هو رب السموات ورب الأرض ورت العالمين، وهو الذي أرسلهما إليك، فقال فرعون وقد امتلأ غيظا آتوني بهما فأدخلا عليه على أعجل وجه فلما وقفا عليه وعنده هامان وعظماء قومه نظر إليه فرعون فعرفه وعلى موسى جبة من صوف وتبان من صوف ومدرعة من صوف وفي رجليه نعلان مخصوفتان وبيده عصاه فقال له فرعون: ما اسمك؟ قال: أنا موسى بن عمران قال: لست أسألك عن هذا، من أنت؟

قال: أنا عبد من عبيد الله تعالى خلقني من التراب وأعود إلى التراب، قال فرعون غير هذا الاسم بك أولى وغير هذا النسب بك أليق وأكرم وأشرف وهو آن يقول عبد لفرعون وربيب نعمته فقال له: ألر تريك فينا وليدا ولبنت فينا من شمرك سنين وفعلت فعلتلك التى فعلت وأنت من الكفين [الشعراء: الآيتان 18، 19] بنعمتي عليك ثم هربت مني ذليلا صغيرا وصرت أجيرا فقيرا ثم جئت الآن تدعي النبوة والرسالة وتزعم أن لك إللها غيري قال له موسى: فعلثها إذا ([الشعراء: الآية 20] حين قتلت القبطي وانا من الضآلين [الشعراء: الآية 20] يعني الجاهلين المخطئين في فعلي من قتل القبطي فإني لم أفعل ذلك عمدا ففرت منكم لتا خفتكم [الشعراء: الآية 21]، وأما قولك جئت تدعي النبوة فإنما وهب لى ريى مكا وحعلنى من المرسلين} [الشعراء: الآية 21]، ثم قال لفرعون في جواب قوله: ألر ثربك فينا وليدا} [الشعراء: الآية 18)] وتلك نعمة تنها على أن عندت بنى إشركهيل [الشعراء: الآية 22] ليس لك علي منة لأني إنما وقعت اليك اضطرارا فإنك استعبدت بني إسرائيل وجعلت تنزع منهم أولادهم وتقتل من قدرت عليه حتى القتني أمي خوفا منك في النيل فحملني الماء إليك ولكانت أمي كافية لتربيتي ثم إن فرعون رجع إلى أول قول موسى بما جئت قال أنا رسول رب الكليين} [الشعراء: الآية 16) قال فرعون وما رب الطلميب [الشعراء: الآية 23] الذي تزعم؟

(1) الضعيب والضغاب: صوت الأرنب والذئب، وجاء في الأصل (ضغاء) والصواب ما ثبتناه، ابن منظور- اللان 536/2 (باب ضغب)

صفحہ 174